صنعاءنيوز -
كان لديه سيارة أجرة يعمل عليها خارج وقت الدوام ليعول أولاده وأمه و4 من شقيقاته
يوم سقوط الطائرة كان المفتاح الوحيد لسيارة الأجرة بحوزته وما زالت داخل القاعدة الجوية
أسرة الطيار الأغبري تطالب بتشريح أشلائه وقيادة الجوية مصرة على دفنها
براقش نت - الأولى - علمت "الأولى" من مصادر مطلعة أن قائد القوات الجوية اللواء الركن راشد الجند، التقى أسرة الطيار هاني الأغبري، قائد الطائرة "سوخواي 22" التي سقطت في "بيت بوس"، الاثنين الماضي.
وأضافت المصادر أن عددا من وجهاء مديرية ماوية حضروا اللقاء، الذي تم في منزل اللواء الجند، وأنه حاول إقناع أسرة الطيار الأغبري بدفن أشلائه، غير أن أشقاءه رفضوا، مشترطين تسريع عمل لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة، وإعلان نتائجه عبر وسائل الإعلام الرسمية، و"تكريم الطيار تكريماً لائقاً"، واتخاذ إجراءات حاسمة في ما يتعلق برعاية أطفاله.
ونقلت المصادر عن أحد أشقاء الأغبري قوله إن اللواء الجند تحدث في اللقاء عن عدم إمكانية تلبية أي شروط لأسرة الطيار قبل دفن أشلائه.
وأضافت أنه تحدث أيضاً عن شهداء طائرتي "أنتينوف" و"سوخواي 22" اللتين سقطتا في منطقة الحصبة، وحي الزراعة، قائلاً إن القوات الجوية لم تمنحهم شيئاً مما يطالب به أشقاء الأغبري لأسرته.
وفي حين قالت المصادر إن عضوا في لجنة التحقيق طرد أحد زملاء الطيار الأغبري، كانت اختارته الأسرة لموافاتها بمستجدات التحقيق؛ أكد شقيق الأغبري ذلك، موضحاً أن قيادة القوات الجوية لم تمانع أن يدخل ضمن اللجنة شخص متخصص تختاره لموافاتها بالمعلومات التي تحتاجها.
وأضاف عبدالرحمن الأغبري لـ"الأولى"، أمس السبت، أنه وجميع أشقائه ووالدتهم، يريدون الاطلاع على مجريات التحقيق، وأنهم يرفضون الموافقة على الدفن، لكي تتضح "الحقيقة" للرأي العام، ولكي "يحصل الشهيد على حقوقه كاملة، بما في ذلك ضمان رعاية أسرته".
وأوضح أن الأسرة تأكدت من وجود أشلاء ابنها الطيار في مستشفى 48، غير أنه أبدى استغرابه من أن أحد أطباء المستشفى أخبره بأنه يستطيع أن يأخذ "جثة" شقيقه، في أي وقت يريد.
وتابع معلقاً: "شعرنا أن القيادة غير مهتمة إطلاقاً بفقدان أحد طياريها المحترفين، وغير مهتمة بما أصابنا بفقدانه. نعم نحن نطالب بتكريمه تكريماً يليق بدوره الوطني، وبهذا المصير المفاجئ الذي لقيه. هناك إهمال كبير تجاه الشهيد وتجاه أسرته، حتى إننا أضفنا يوماً رابعاً للعزاء على أساس أن الفندم راشد سيحضر، وللأسف لم يحضر، رغم أنه زارنا أول ما خرج من المطار، وقال سوف أعود".
وطالب عبدالرحمن بتشريح أشلاء جثة شقيقه ضمن إجراءات التحقيق، مناشداً الرئيس عبد ربه منصور هادي، الاستجابة لمطلبهم هذا، و"إنصاف أسرة الشهيد ومنحها كافة الحقوق التي تليق بدوره، وتضمن رعاية كريمة لأولاده".
كما أكد عبدالرحمن الأغبري معلومات حصلت عليها "الأولى" عن حياة شقيقه، وأنه كان يعمل على سيارة أجرة خارج أوقات الدوام، ليتمكن من إعالة أسرته الصغيرة، إضافة إلى أمه و4 من أخواته.
ولا تزال سيارة الطيار الأغبري (تويوتا إيكو) داخل القاعدة الجوية منذ يوم سقوط الطائرة، حيث اعتاد أن يستقلها إلى مقر عمله صباحاً، حسب المصادر وتأكيد شقيقه، الذي أضاف أن سبب بقاء السيارة داخل القاعدة الجوية إلى الآن، هو أن مفتاحها الوحيد كان بحوزة هاني عندما سقطت به الطائرة، بينما يتطلب تشغيل السيارة فك الشفرة المصممة على مفتاح محدد.
وكانت قناة "السعيدة" بثت حواراً لقائد القوات الجوية اللواء الركن راشد الجند، عبر فيه عن "خالص تعازينا لأسرة الشهيد نقيب طيار هاني الأغبري بكثير من الألم".
وقال الجند إن القوات الجوية تتعرض لما سماها محاولات تدمير من منتسبيها ومن خارجهم، معتبراً أن "دور القوات الجوية لا يجوز التعامل معه من خلال كارثة حصلت أو كارثتين، وهي كوارث واردة تحدث في جميع بلدان العالم".
وبشأن الانقسامات داخل القوات الجوية، قال الجند إن هذه الانقسامات "كانت ضمن الأزمة التي مر بها البلد منذ العام 2011 حتى بداية العام 2012..."، مؤكداً في إجابته على أحد أسئلة المذيع، أن 135 طلعة جوية نفذت "خلال الأشهر الماضية"، وسقطت فيها 3 طائرات، بينما أيام الحرب على تنظيم القاعدة في أبين، تم تنفيذ 800 طلعة لم تسقط منها طائرة واحدة.
وأرجع الجند السبب في ذلك إلى أن ما سماها "أيدي التخريب"، لم تكن بعد قد طالت سلاح الجو. |