صنعاءنيوز/ أحمد الشرعبي -
مشكلة مركبة يوم يجد المرء نفسه في مواجهة فاسد يتلفع بأطمار سمعة سابقة أمضى جلّها ممتلئاً بالغيرة على مصالح البلاد التي تنهب من غير أن يكون له حصة منها.
وأن يكون هذا القنفذ وزيرا مصفحاً ضد الحياء، فمن قلة الحيلة ادخار الأخلاق طمعاً في مجاراته.
يرتاب من ظله، ويعتقد في كل يد تمتد لمصافحته بصمات طيب الذكر يحيى الراعي.
انظروا إلى أوداجه المنتفخة في مرحلة العجوزات المالية واتساع رقعة الفقر.. أهذا فعلا صخر الوجيه الذي عهدناه شاحب الوجه، تفصح ملامحه بالشيء الكثير من سوء التغذية..؟ لم أقرأ يوماً أن القلق النبيل ونكد المسؤولية وهموم الوطن تورث السمنة وتضخم الكروش، إلاّ في هذا البلد.
يتحدث الناس عن كوارث المركزية، ويحلمون بمستقبل أمثل ودولة مدنية لا تمارس الهيمنة ولا الاستبداد، بينما يستقبل الوجيه أحلام المجتمع بمزيد من السيطرة الكابحة أدنى مستوى وصلته تجربة الحكم المحلي، ولا يتوانى عن إيقاع عقوباته الجماعية ضد محافظة بأسرها لمجرد اعتراضها على قرار تعيين صهره مديراً لماليتها.
يتحدث الناس عن دولة تحترم عقل الإنسان، بينما صفر السفيه يخصم 50% من الدعم الحكومي المعتمد في الموازنة العامة للدولة 2013، لمواجهة التزامات المركز العام للدراسات، وحين الاعتراض على قراراته العنجهية، يوجه بتجميد المبلغ المتبقي وفقاً للموازنة العامة 2014. ماذا تعمل مع وزير في الصف الأول من مدارس النخيط القبلي؟
كيف تعالج عقده أو نصلح العصب الشوطي لضغائنه..؟
أهذا كل ما أبدعته فقاسات الإخوان المسلمين، أم أن تمسحه بهم وبره بجمعياتهم الخيرية شيطنة مؤتمرية لتنفير الناس من الإخوان والإسلام، وكمان المسلمين..؟
تمنيت أسمع منه تبريرا من نوع محاربة الفساد، تجفيف منابع الإرهاب، لكن حكم المزاج لا يستدعي الإقناع. الوزير ثوري، ولا يفرط بثوريته، كما لا يسمح بالجدل حول دماء الشهداء! وهو نزيه وشفاف، وليس لديه ما يخفيه، لكنه لا يأذن لإحدى لجان مؤتمر الحوار بلقاء أحد من موظفي الوزارة ما لم يكن مرشحاً من قبله.. وإنه لأمر سيئ للغاية أن ننشغل اليوم بحصوات صغيرة تؤذي العين بعد عمر من الأشغال الشاقة لدحرجة الصخور الجديرة بالذكر.
كنت قطعت عهداً بتعريته، بيد أني لم أجده يرتدي ثوباً من مروءة أو تقوى، عدا قوة الطباع وبؤس الرعاع ونوب السباع.
أما كيف يدير الوزير مهام عمله، وعلى أي ظهر يوجه أحقاده، فذاك موضوع وقفة أخرى.