صنعاء نيوز/بقلم د سعاد السبع -
، وإذا صار الشحاتون من مختلف الجنسيات والمعتوهون والمجانين وأطفال الشوارع يقتحمون قاعات الدرس كل محاضرة من ست إلى عشر مرات، وإذا كان المسلحين يدخلون الجامعة دون أن يعترضهم أحد ...فإنه يحق لنا أن نسأل ما دور العسكر في جامعة صنعاء؟!! لم يعد الأمر مطاقا البتة.. الحوادث تكاد تكون يومية داخل جامعة صنعاء ما بين السرقات إلى الحوادث المرورية إلى الاعتداء الجسدي إلى التحرش اللفظي .. صارت جامعة صنعاء مثل سفينة نوح لا نعرف ما فيها ولا من فيها... ما هذا الذي نحن فيه يا جماعة الخير؟!!!
اليوم كنت في محاضرة في القاعة (4) مع طالبات قسم القرآن وعلومه، واقتحم علينا القاعة طفل في حوالي الـ14 من عمره يتسول بواسطة البكاء بصوت عال و(الشعلقة) بمن يقترب منه حتى وإن كانت امرأة، لم نستطع أن نخرجه أنا والطالبات من القاعة إلا بعد جهد جهيد ثم أخذ يقرع الباب بعنف حتى أتى شحات غير يمني فتفاوض معه ليترك الباب، واستلم الباب هذا المتسول، ثم متسولة بأطفالها غير يمنية أيضا ،ثم طفل آخر أصغر من الأول وأظنه أخاه ، حكاية طويلة تتكرر كل يوم، أربع ساعات يومنا هذا20/5/2013 وأنا في هذه القاعة أحاور المتطفلين ليتركونا نؤدي المحاضرات حتى فاض بي الكيل فتوجهت لتقديم بلاغ إلى إدارة أمن الجامعة لمنع اقتحام قاعات المحاضرات من قبل أطفال الشوارع والمتسولين الأجانب والمعتوهين لأنني لا أستطيع أن أدرس في ظل هذه الفوضى ..
وطلب مني الضابط المناوب كتابة البلاغ ثم وجدته يبدي أسفه و يشكو مر الشكوى من أن الجامعة لا تمتلك الحراسة الكافية، وأن هناك مداخل ليست تحت سيطرة حرس الجامعة، ولأول مرة أعلم أن الجامعة فيها نوعان من العسكر، وعلمت منه أن جنود الفرقة المرابطين في الجامعة هم الذين لا يمكنون الحرس الجامعي من ضبط المنافذ التي تحت سيطرتهم وأن جنود الفرقة هم أصحاب الدراجات النارية وهم من يطلب الله عليها وأنهم رافضون مغادرة الجامعة أو إخراج الدراجات النارية والدبابات منها على الأقل.. وأن هناك ثغرات في سور الجامعة غير محروسة وأن هناك تصادما في المهام بين الحرس الجامعي وبين من تبقى من الفرقة، وصار يذكر لي أرقام الكتائب الموجودة، أتذكر أن أحدها يسمى بالكتيبة 22 مدرع، وعرفت أن الصالة الرياضية والعمارات التي تحت الإنشاء والبوابة المقابلة لسكن الطلبة لا تزال كلها تحت سيطرة كتائب الفرقة، المهم شكونا لبعض حتى تعبنا ثم غادرت المكان في حالة اكتئاب شديد بعد أن عرفت إنه لا يزال في جامعة صنعاء أربع كتائب تابعة للفرقة ومع ذلك فحال الجامعة حال سوق الحراج .. ونتساءل يا قائد الفرقة الجديد ويا زعيم الفرقة القديم : ما دور هذه الكتائب اليوم في جامعة صنعاء بعد كل ما حدث من هيكلة للجيش؟ ولماذا هي باقية في الجامعة؟ ثم لماذا لا تقوم بدورها الأمني في الجامعة وتضبط الأمور على الأقل ثمن سكنها في الجامعة ومقابل طلبة الله؟!!
من غير المعقول أن تخلع الفرقة الزي العسكري لتتحول إلى سائقي دراجات أو محاسبين للباصات داخل جامعة صنعاء ..وأن تسمح للمعتوهين والشحاتين والباعة المتجولين الذين يبيعون بضاعتهم التالفة بالعنف داخل الجامعة وأطفال الشوارع أن يضايقوا الطلاب والطالبات والأساتذة والموظفين في قاعات الدرس وممرات المنشئات الجامعية..أما أعضاء هيئة التدريس المقيمون في الجامعة فالله يعينهم!!
أقسم بالله العظيم أنني اليوم تمنيت أن أمتلك القوة العضلية لأوجه صفعات لكل المتطفلين الذين أزعجونا طوال المحاضرة بخبط الباب والصراخ كيفما كانت النتائج ..لكن العين بصيرة واليد قصيرة ..ويا حراس الثورة ،الشعب يريد ضبط جامعة صنعاء الله يهديكم ويزكيكم عقولكم !!!