صنعاءنيوز/د. رصين الرصين -
أبنائي وطلابي الأعزاء الجدد في كلية الإعلام، بعد التحية،
لمن لا يعلم، فأنا الأستاذ الوحيد في الكلية المعين بقرار لتدريس اللغة العربية..
وبحمد الله قد حصلت على الدكتوراة، وأستعد للعودة إلى أرض الوطن..
أنا رجل علم وإعلام.. ورجل دين.. ورجل سياسة..
لكن علاقتي بكم تبدؤ وتنتهي عند النمط الأول: العلم والتدريب اللغوي الإعلامي.. وهذا ما أعدكم أنكم ستنهلون منه حتى ترتووا، وإن شئتم زيادة فموجود ولله الحمد لله..
أما انتمائي الديني والفكري والسياسي، فهذا شأني وحدي.. ولا علاقة لكم به، كما لا علاقة لي بكونكم سنة أو شيعة أو وهابية أو يهودا أو حتى ملحدين..
بيني وبينكم قانون ولائحة جامعية أكاديمية، وقبل كل ذلك، تقوى الله عز وجل..
ومن الآن، العلم عندي هو الأساس.. وأمام العلم، فأنا لا يهمني إصلاح ولا مؤتمر، ولا ثورة ولا نظام، ولا عفافيش ولا أثوار..
قيمة الطالب عندي - التي ستحدد درجاته - تتمثل في:
1- حضور المحاضرات..
2- الانضباط والالتزام فيها والهدوء، مع ضرورة المشاركة الحوارية لكن طبعا بإذن..
3- السلوك الذي يتمثل في المظهر وطريقة الكلام.. وهذا ليس خصوصية كما يتصور البعض؛ لأن للإعلامي مواصفات لا تختلف كثيرا عن مواصفات الديبلوماسي.. وكلية الإعلام في جامعات الدنيا تصنف ضمن طليات (النخبة) ولعلك لا تصدق: أن من بين من هم الآن رؤساء تحرير، طلابا كانوا في أول محاضرات لهم في الكلية يحضرون لابسين المقاطب والمعاوز، ويخزنون في القاعة، لكننا علمناهم وهذبناهم بعضهم اليوم أصبح وكيل وزارة..
4- ما تكتبه من إجابة لأسئلة في الامتحانات سواء كانت شفوية أو تحريرية، نصفية أو نهائية..
هذا هو عقد العمل بيننا.. فإذا التزمتم فأهلا وسهلا، ويسرني تدريسكم كما درست من قبلكم آلافا..
ويجب علينا جميعا الالتزام.. وليس من حقي ولا من حقكم الخلط بين ما هو سياسي وفكري وما هو علمي وإعلامي وأكاديمي.. وخارج المحاضرة والمادة كل منا حر في توجهه وفكره ووجهة نظره، وكذا في طريقة تحليله وتناوله وفهمه للأمور.. لكم دينكم ولي دين..
والغبي منا - أنا أو أنتم - هو الذي يظن أن بإمكانه أن يجبر الآخرين على ما لا يرغبون فيه؛ وقد انتهى عهد الإكراه والإجبار.. وبدأ عهد الحرية..
وفي النهاية: عملي وواجبي ووظيفتي ومهتمي هي إعدادكم وتدريبكم وتأهيلكم لسوق العمل الإعلامي الصحفي، وهذه أول وأهم شروطها ضبط وإتقان وإجادة اللغة، وهي ما يتجاوز 50% من الأداء في: الإعلام والسياسة والفكر والدين وحتى القانون والقضاء..