صنعاءنيوز/عبداللَّه الصعفاني -
< راديو السيارة يردد أنشودة محمد سعد عبداللَّه : وحدويون.. ولا في مجتمعنا شاذ ولا فينا انفصالي.. ومؤتمر الحوار الوطني يؤكد أنه لا سقف للحوار.. وكأن الحوار على مسبح الفندق.
< صحيفة تحذر بأن الحوثيين أكثر حماساً للقضية الجنوبية بصورة تمهد الطريق لقضية صعدة.. صحيفة ثانية تستعرض حقائق فصائل جنوبية.. البيض وباعوم يلتقيان عند فك الارتباط ويختلفان.. نهضة عبدالرب السلامي وفيدرالية علي ناصر ومكون محمد علي أحمد المتفاجئ برحيل الصريمة.
< مكون الجفري يراوح عند الدعوة للمزيد من الحوار الجنوبي الجنوبي.. وأحزاب المشاركة في حكم دولة الوحدة زائغة العيون بين العام والخاص.. بين الأغاني وبين الأماني.. عين في الموفنبيك وعين في شوارع الحراك.. وثالثة تحاول غسيل السمعة لذات انتخابات أو ذات اشتباكات.
< المؤتمر الشعبي العام يرى الدولة القادمة اتحادية لا مركزية من مجموعة أقاليم تديرها حكومات محلية بشخصيات اعتبارية وكأنه يندفع باتجاه فكرة الحكم المحلي كامل الصلاحيات مع بعض فروق الربيع.. عضو فيه ينفعل في الوقت بدل الضائع فيطير من مؤتمر الحوار.
< الاشتراكي حائر لأن كل رصيده أنه حزب وحدوي فاكتشف أن المطلوب منه أن يثبت أصالته الجنوبية بالتهليل لفك الارتباط.. ويا له من امتحان صعب أن تخاطب شارع حراك فك الارتباط برصيدك الوحدوي الذي لا ينفع معه الارتعاش وإلا فقدت مشية الحمامة ومشية الغراب.
< أما الإصلاح فقد حدد موقفه وأعلن أنه وحدوي ولكن يحترم الانفصال ما دامت خطة شراء الوقت والحضور في مفاصل العهد الجديد سائرة على قدم وساق.
< أما العبد للَّه فحكايته حكاية.. أخرج إلى شارع المطاعم الواقع خلف بريد ميدان التحرير.. حيث تلتقي نماذج من كل اليمن الطبيعي وكأنك في مؤتمر يوازي مؤتمر الحوار مع فارق أن مَنْ يذهبون إليه غير مضطرين للاستعانة بمرافقين ويدلفون قهوة شاهر بصدور عارية.. وجيوب خاوية.
< هناك تتجسد انعكاسات الرؤى السياسية المختلفة على مرتادي الشارع من الأدباء والصحفيين والرياضيين.. والغالبية من العاطلين عن العمل.. إما اختياراً أو قسراً.
< للمرة الثالثة يقترب مني نفس الشخص فيؤكد لي أن فك الارتباط قادم لا محالة.. لغة تهديد.. وعبارات وعيد أخرجتني عن مسحتي الوحدوية لأقول : لماذا تدفعني لأن أتحمس لفك الارتباط أكثر منك؟ فإذا هو يقع في أسر المفاجأة.. ولم يكررها حتى الآن.
< المشكلة في الوحدة اليمنية أن مواطنين كثر لم يشعروا بأنها انعكست على حياتهم المعيشية رغم تحطيمها لطرق العزلة.. والمشكلة في كل أشكال حل القضية الجنوبية أننا بشر.. وأن الواحد منا عدو ما يجهله.. رغم أن مَنْ يتداعون إلى فك الارتباط يرسمون لوحات وردية وينظرون إلى الانفصال وكأنه الشجرة التي قادت أبناء آدم إلى ما هم فيه.
< أنا يا صحاب مثلكم أشعر بأوجاعكم بذات شعوري بأحلامكم.. ولكن مَنْ يضمن أن لا يؤدي فصل الجنوب عن الشمال إلى انفصال الجنوب عن جهاته والشمال عن أركانه؟
< ومع ذلك ها أنا أعود والإذاعة تكرر ذات الأنشودة : وحدويون.. ولا في مجتمعنا شاذ ولا فينا انفصالي.
< واللهم احفظ اليمن.