صنعاءنيوز -
تحدثت نجاة النهاري وهي يهودية يمنية مقيمة في اسرائيل عن رغبتها في العيش في اليمن ولكنها اشارت أن ذلك غير ممكن وذكرت أسباب ذلك حيث قالت أنه عادة ما تتم هجرات اليهود من بلدانهم عبر وكالات أو جمعيات يهودية تتبنى ترتيب كل شيء لهم- من وثائق ونفقات. وبالمقابل تقوم هذه الجهات بتجريد المهاجرين من جميع الوثائق التي يحملونها والصادرة من بلدانهم الأصلية.. وعليه يعجز المهاجر عن اثبات جنسيته الأصلية أمام الجهات الرسمية لبلده الذي يعتزم العودة اليه.
- وعندما يصل المهاجرين اليهود إلى إسرائيل أو أمريكا لن يكون بامكانهم الحصول على المساعدات المالية مالم يدعي أمام اللجنة أنه كان يتعرض للاضطهاد والتمييز وكل المعاملات السيئة من قبل حكومة البلد الذي قدم منه وكذلك من المسلمين ابناء البلد.
ويتم تثبيت ذلك بمحضر وتوقيعه عليه... وهذا إجراء احتياطي قانوني تدحض به اسرائيل مستقبلا اي ادعاء بأن هؤلاء تم تهجيرهم قسرياً، بل أنهم قدموا فارين بحثاً عن العدالة الاسرائلية وإنسانيتها.. وبذلك تستطيع اعاقة عودة المهاجر.
الحقيقة الأهم هي أن عودة اليهودي المهاجر الى وطنه الأم يعني تفكيك أسس الدولة خاصة في ظل وجود دول عربية ثرية قادرة على استخدام نفس أسلوب الإغراء الذي استدرجت به اسرائيل اليهود العرب.
وأضافت نجاة أنه قد يحاول أحد اليهود العودة إلى وطنه بطريقة ما للاستقرار فيه مجدداً، لكن ذلك يعد مغامرة خطيرة قد يدفع حياته ثمناً لها ليكون عبرة لمن يحاول تقليده؛؛ كما حدث ذلك مع (ماشا النهاري) الذي كان قد غادر اليمن إلى أمريكا مع عائلته ومن ثم إلى إسرائيل وتلقى تعليمه في احدى المدارس اليهودية في نيويورك قبل ان يعود ثانية إلى اليمن ويستقر فيها، ولم يمض فترة طويلة حتى تم قتله من قبل أحد ابناء محافظة عمران ممن يقال أنه تم استغلال حالته النفسية وتحريضه ودفعه لقتل “ماشا”- وهو أسلوب ينتهجه عملاء الموساء في معظم الدول.
لذلك فإن العودة للوطن الأم ليس بالأمر السهل، ما لم يكون برضا الحكومة الاسرائيلية!
وذكرت نجاة النهاري قصة حدثت لها في مدرسة أروى بصنعاء قبل سفرها إلى اسرائيل حيث قالت: ليتني أجدها فأحتضنها وأقبل يديها وقدميها... كنت في الثالث الابتدائي بمدرسة أروى في صنعاء، وكنت أجلس على حجر ألتهم قطعة خبز وفجل على عجل من شدة الجوع حين طلبت مني زميلتي “خديجة” قطعة من الفجل فرفضت.
غضبت مني وصاحت “يهودية، يهودية الله يلعنك”، وإذا بطالبتين أخريتين ينضمان ويصرخون معا “يهودية، يهودية، يهودية..”، وبدأت أخريات يحلقن حولي ويضحكن فيما أنا شعرت بالقهر وانفجرت باكية بدموع غزيرة لم تمنعهن عن مواصلة السخرية مني..!!
فجأة وثبت الأستاذة رجاء المصنعي وسطنا وأمسكت بخديجة وأخرى وبدأت تصرخ عليهن وتشتمهن وتضربهن على ظهورهن.. ثم التفتت إلي ومدت يدها لتكفكف دموعي، وهي تهدئني بكلمات أم حنونة وتسحبني الى الإدارة لتعطيني نصف كعكة..! وأخذت تمازحني حتى ضحكت، وطلبت مني لو أي وحده سخرت مني أن أخبرها. فغمرتني السعادة، إذ لم أكن أتوقع أن تقوم معلمة مسلمة بمعاقبة فتيات مسلمات من أجل طفلة يهودية!! |