صنعاء نيوز/أحمد عبدالله الشاوش -
الإعلام سلاح ذو حدين، فإما أن يكون ناقلاً للصورة الإيجابية وموجهاً للأمة ليرتقي بها إلى العلياء، وإما أن يتخذ الصورة السلبية ويتحول إلى معول هدم بكل ما تعنيه الكلمة، وعامل مساعد في قتل طموح الأمة وآمالها، فالايقاعات المنحرفة عن الرسالة الإعلامية السامية تسيئ إلى العمل الإعلامي ومهنيته وتحاول أن تغرس في العقول والقلوب افكاراً خبيثة ورؤى زائفة وأخباراً مفبركة لدوافع سياسية مقيتة والحروب الأخيرة خير شاهد على الكثير من التجاوزات الإعلامية للمعايير الاخلاقية والمهنية حتى صارت الكثير من هذه الوسائل والأبواق اسيرة لأكثر من مطبخ سياسي غير بريء حتى لو ترتب على ذلك انتهاك الكثير من القيم والعديد من الضحايا والمهجرين والمتشردين وصولاً إلى تدمير الأوطان أو تمزيقها، وما اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سابقاً مروراً بالحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج وما خلفته من دمار جنوني وفصل شمال السودان عن جنوبه وحتى ثورات وأزمات الربيع العربي المهجن باستثناء دول الخليج التي صارت قاب قوسين أو أدنى من ربيع يلوح في الأفق أخرته مصالح الدول الكبرى، وفي طليعتها اميركا لاستمرار تدفق المصلحة «النفط» يعد دليلاً قاطعاً على أن الإعلام العربي ما يزال تابعاً واسيراً للإعلام الدولي الذي يرغب على مدار الساعة بالته الإعلامية وتحديداً في عالمناً العربي فقط، في حين لا يجرؤ على تسليط الضوء على بؤر توتر بعينها أو اثارتها سواء في الغرب أو حتى بعض الدول العربية.
ووفقاً لمصالحه ورغم تلك التجاوزات والايقاعات المزعجة والصاخبة في سماء الإعلام الدولي التي تقوده اياد خفية لا تؤمن بمبادئ الشفافية ولا حتى بحرية التعبير والتنوير خارج حدودها طالما تعارضت مع مصالحها غير المشروعة في حين أنها تبتاهي بالمثل في بلدانها عبر وسائل إعلامها خوفاً من طائلة القانون، والوقوف تحت المساءلة. ورغم تلك التجاوزات والغطرسة تظل هناك بعض الأقلام والأصوات الشريفة رغم كل الاغراءات والمخاطر كعلامات مضيئة في سماء الإعلام العربي والدولي لقناعاتهم بمبادئهم الشريفة التي يترجمونها في وسائلهم لاظهار الحقائق وتنوير الشعوب ووأد المشاريع المأزومة، وانتصاراً لارادة الشعوب المظلومة، فهل آن الأوان للإعلام العربي أن يتحرر من القيود الدولية، ويثور على صانعي السياسات المحلية والاقليمية والدولية وسياساتهم العقيمة المجافية للواقع ويصنع من الربيع العربي المهجن ربيعاً حقيقياً ومثمراً انتصاراً لصاحبة الجلالة «السلطة الرابعة» .. أملنا كبير.