صنعاء نيوز /محمد صادق العديني* -
فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المحترم
تحية مواطن منحك ثقته في إنتخابات 21 فبراير 2012 - وبعد:
ما كدنا نفيق من فضيحة تعيين سيئ السلوك والسمعة المدعو جبران صادق باشا المتورط بجرائم إنتهاك حقوق وكرامة وحرية المواطنين في العدين , وكيلا لمحافظة إب , حتى صدمنا بما تداولته - وبشكل موسع - بعض المواقع الألكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي , وثيقة خطيرة تتمثل برسالة موجهة الى فخامتك من صادق الأحمر - أحد مشائخ اليمن النافذين . الوثيقة - تجدون صورتها مرفقا بهذه الرسالة - تتضمن طلب من "الشيخ الأحمر" إصداركم توجيهات تقضي بتعيين أثنين من "خبرته" أو مرافقيه في مواقع وكيل مساعد لمحافظة عمران ووكيل مساعد لمحافظة الحديدة ..
وقد كتب على المذكرة توجيهات منسوبة لفخامتكم تأمر فيها رئيس الوزراء بتعيين المذكرين في المناصب المطلوبة وبحسب ما حدده "الشيخ الاحمر " في رسالته ..
يا فخامة الرئيس : أنا لا أعلم صحة تلك الوثيقة وما جاء فيها منسوبا لكم وبإنه بخط يدك .. وأنتظرت مرور أكثر من 72 ساعة لعل مستشاريك أو أحدهم ينفي صحة الوثيقة المتداولة لكن ذلك لم يحدث ربما لإنشغالهم بقضايا "وطنية كبرى"!!
وعليــه فإنني بإعتباري مواطن يمني أبلغ فخامتكم إستيائي الكبير من طريقة إدارتك لشؤون الدولة .. وأشعر بالخجل أن تكون طريقة تصريف شؤون البلاد على هذه الصورة التي توضحها "رسالة الشيخ الاحمر وتوجيهاتكم عليه بالموافقة والأمر بالتنفيذ"..
فخامة الرئيس :ما لم يصدر منك شخصيا أو من أحد طاقم سكرتارية مكتبك الاعلامي أو من أحد مستشاريك المعنيين نفيا وتكذيبا لما جاء في هذه "الوثيقة المزعومة" , فإنني أطالب فخامتك بسرعة تقديم إستقالتك والإعتذار المعلن لكافة اليمنيين ولي شخصيا - بإعتباري أحد المصوتين لك والمتحمسين لإنتخابك ودعم توجهاتك .
الرئيس عبد ربه منصور هادي :سبق وأن أخبرتك أكثر من مرة بإنك يا فخامة الرئيس لست مضطرا لمحاباة طرف, ومراضاة مركز قوى على حساب قيم الزعامة ومروءة القائد والتزاماته الاخلاقية والوظيفية تجاه وطن بأكمله أرضا وأنسانا , هو اليوم يتطلع إليك آملا إنقاذه من كل ما ينغص عليه حياته ويفزع مستقبله ..
لكن يبدو أن فخامتك لا يقرأ نصائح رعاياه ولا يهتم بمخاوف مواطنيه أو أن مستشاريك يحجبون عنك الحقائق ويمنعون عنك ما يدور في أوساط شعبك ..
وتلك والله مأساة الحكم والحاكم في كل زمان ومكان ..
في الختام : يا فخامة الرئيس : أجدد القول صادقا في النصح , لست بحاجة إلى شاعر كمحمد أحمد منصور , الذي أهلك في الجعاشن الحرث والنسل , ولست بحاجة إلى "دجال" آخر يكتب لك خطاباتك , ولست محتاجا مطلقا لــ"شاطر" مستنسخ , يسخر أمكانيات وقدرات البلاد لترسيخ فكرة "القائد الصنم", باذلا الجهد والمال والوقت لتحسين مظهرك الخارجي بالملابس والصور والحركات , موفرا ما يرضي المزاج وتشتهيه النفس "الامارة بالسوء" ..
نعم يا فخامة الرئيس , أكررها للمرة المليون , أقول لك , بكل ثقة واعتزاز , هو الشعب حبه وحده الباقي .. ووفائه إن وجد الإخلاص لا يتغير .. الشعب بمختلف توجهاته وفئاته : الذخيرة عند الشدائد، وفي الملمات والمحن .. "سلاحك الذي لن يسقط من يدك أبدا، ولن تتلقفه يد أخرى عليك .. وهو السهم الذي لن يرتد إلى صدرك" ..
أخي الرئيس : كأني بالشعب اليمني يخاطبك في هذه اللحظة قائلا : يا أيها الرئيس القائد ندرك بأنك أنت الان من يحكم اليمن على رؤوس الثعابين .. لكننا لسنا قلقون , وعليك أن تشعر بالمثل .. لاننا سلاحك الذي به تواجه وتخوض ملحمة بناء اليمن وإعادة الاعتبار لليمني .. شعب اليمن هو الضمان والحماية, وما دمت ستجعله حاضرا في ضميرك, وضميرك منتبها لواجباتك ومسئولياتك تجاه اليمن وكل مواطنيه , لن تجد خذلان ولا انكسار وذله ..
لكنك إن خذلته فلا تنتظر منه سوى الازدراء والسخط ..
يا فخامة الرئيس أمامك الفرصة ولديك الخيار : إما أن تدون أسمك في أنصع صفحات التأريخ وأشرفها فتحفظ الأجيال القادمة أسمك أغنية زهو وفخار .. وإما أن تلحق بنفسك وبمن يحمل أسمك العار لتلعنك اليمن أرضا وإنسانا وجيلا بعد آخر ..
وأني والله أتمنى أن تكن ممن يقبل النصح ويأمر بالعدل وينتصر للحق فالناس قد ضجت من المظالم والفاسدون لم يتركوا لنا من الذكريات سوى الآلام ومن الأحلام غير المواجع .. فأنتصر لشعب أثقلت عصابات الفساد والنهب كاهله , وسرق الاوغاد وسماسرة السياسة ابتسامته الحالمة بغد أفضل ومستقبل آمن .. اللهم أني قد بلغت , اللهم فأشهد .. |