صنعاء نيوز /بقلم المحامي/ اسامة عبدالاله سلام الأصبحي* -





الملوك والشيوخ والأمراء في دول مجلس التعاون الخليجي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

لم أتصور أنني سوف أكتب عنكم أو أخاطبكم في يوم من الأيام من خلال مقالي هذا، فأنا هنا أكتب ما يخطر على بالي في شؤون بلادي اليمن الحبيب.. أكتب بحرية تامة وأقول ما يرشدني إليه عقلي وضميري وما تدفعني إليه محبة وطني. لكن مايحصل هذه الأيام في مصر وما لاحظته من مأزرتكم لحكومة العسكر وتأييدكم ومساندتكم لها وتشجعانها على التخلص من الديمقراطية التي وصلت إليها مصر بغض النظر أن أكون مع من أو ضد من .. فموقفكم هذا يأتي تحت تأثير قناعة مستقرة لديكم بأن أجواء الحرية والديمقراطية والتغيير تهدد الاستقرار السياسي في دول مجلس التعاون، وأنه لابد من تقييد هذه الحرية كيلا تختلط بنسمات الربيع العربي.

وقد تكون هذه الأخبار المتداولة دقيقة تماماً وقد تكون عكس ذلك ولكن مايجعلها دقيقة موقفكم في مساندة حكومة العسكر من خلال تأييدك لما حصل، وفي كل الأحوال أرغب في تنبيهكم إلى مسألة أراها في غاية الأهمية في دول مجلس التعاون.

أنا لأنكركم أن الإخوان المسلمين في مصر ما بعد ثورة 25 يناير 2011، قد أخطؤوا في تقدير طبيعة المرحلة و إستحقاقاتها التي تتطلب الوصول إلى إجماع واسع مع بقية الفرقاء السياسيين من اجل عقد توافقات كبرى حول القضايا المصيرية ، حتى وإن كان إخوان مصر مخطئين حينما إستهانوا بالشباب الثوري الذي اقصي من العملية السياسية فإقدام الجيش على تعطيل العمل بالدستور الذي حظي في وقت سابق بموافقة ثلثي الشعب المصري يعد بالإنقلاب.. فبكل المقاييس ما حصل في مصر ضد الديمقراطية ومحاولة تغييب الطرف الفاعل على الساحة المصرية يعتبر تحدياً لإرادة الشعب المصري التي عبر عنها ثلاث مرات الأولى أثناء الإنتخابات النيابية والثانية أثناء الإنتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس مرسي والإرادة الثالثة أثناء الإستفتاء على الدستور الذي نال تزكية الأغلبية من أبناء الشعب المصري ، وأعتقد ان هذا الإجراء من قبل قادة الجيش غير قانوني.



فأقول ذلك ليس تعصباً مع الإخوان أو في خصومة مع قادة الجيش فيعلم الله إني لست منتمياً لهذه الجماعة ومن أشد المعارضين لها ..

الملوك والشيوخ والأمراء في دول مجلس التعاون الخليجي

يجب أن تعرفوا أن الدستور هو مصدر السلطات لا للملوك ولا الشيوخ ولا الأمراء..
يجب أن تعرفوا أن الثروة الوطنية هي ملك الشعب لا ملك الملوك والشيوخ ولا الأمراء..
يجب أن تعرفوا أن الرئيس أو الحاكم هو مجرد رئيس دولة يمارس سلطاته وفق الدستور لا ولي أمر يحكم باسم الدين..

يجب أن تعرفوا أن أن الحرية قيمة إنسانية لا يمكن لشيخ أو ملك أو أمير أن يصادرها..
يجب أن تعرفوا أن ماحصل في مصر من قمع وإعتقالات ومصادرة لحرية الرأي والتعبير لايرضاه الله ولارسوله..

لذلك كله، أنبهكم بكل الحب والتقدير، إلى أن المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مصر لا تحتاج إلى عشر سنوات كي تأتي إلى الخليج.. بل ربما تحتاج إلى أشهر قليلة! إذا أراد الله وفقكم الله وأرشدكم إلى الخير والصلاح.

قلوبنا على مصر والسنتنا وقلوبنا تتضرع إلى الله ان يحفظ مصر ويوحد كلمة ابنائها على الخير والصلاح.

محامي وناشط حقوقي يمني

رئيس شبكة محامون ضد الفساد

رئيس مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب