صنعاء نيوز /عبدالله الصعفاني -
حلت نفحات رمضان الكريم ولم يبق سوى تسجيل البداية القوية لفهم الحكمة قبل الأحكام فهل نحن جاهزون..؟
من حيث المبدأ لابد أن نقهر التصور (الأشعبي) الذي نعتقد فيه أن رمضان هو مباراة ينال منك الجوع شوطاً نهارياً فتنال من الطعام والشراب في الشوط الثاني هرباً من الوقت الإضافي وضربات الترجيح
* عذراً لهذا الاستهلال ولكن.. نحن بالفعل نحتاج إلى مراجعات تصحيح البائس من السلوك والعابث من المواقف..
وليس أفضل من رمضان مناسبة لتصحيح ما يحتاج إلى تصويب
* وأمامنا الكثير من المعارف والواجبات من شأن التأمل فيها التمكن من تسجيل البداية السليمة في استقبال أول صباحات هذا الشهر العظيم الذي نختبر فيه الضعف الكبير في تركيبتنا النفسية والضعف في وازعنا الديني...
* كأرباب قلم وموجهي رأي عام ومشتغلين بالمساهمة بالأفكار والتصورات ما أحوجنا لاستحضار القول.. إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة.. أما كيف تنام الفكرة فالأمر ببساطة أن التخمة ليست سوى استدعاء الدم إلى المعدة للوفاء باستحقاق الهضم.. وما على الدماغ غير الانتظار الخامل لأي محاوله للعصف الذهني المطلوب..
* وفي الغالب الأعم معظمنا استقبل الشهر الكريم بما وصلت إليه قدرته مما تكتنزه البقالات و(السوبر ماركت) لا فرق بين متوسطي الدخل والمترفين الذين يفوتهم إدراك حاجة أجسادهم المتكورة إلى فهم أن تقليل الطعام بنسبة 25% يقود إلى الصحة ويؤخر من علامات الأمراض المزمنة..
* ولا بأس من تذكر دلالات أن (صام) في اللغة تعني سكونه وهدوءه وشموله بالطمأنينة.. ومنها سكون النفس عن الشهوات في مناسبة عظيمة الصلة بالرحمن.. شديدة القدرة على استحضار جماليات وروحانية المسلم الإنسان بما يقلل الهلع تجاه روائح الطعام انتصاراً لقيم الصوم وحكمه
* ابتداء من اليوم الذي نعيش فيه تجليات مفتتح سيد الشهور وموعد المسلمين الصادقين مع السرور ما أحوجنا لاستحضار الأمنيات والدعوات الخالصة بأن يكون رمضان الكريم شاهداً لنا وليس علينا بصيام محكوم بمنظومة من القيم والأخلاق تتصدرها قيمة الصبر على المكاره
* ويا أيها الممسكون بمصائر الشعوب الإسلامية وأرزاقها ودمائها وأعراضها ارتقوا بما تبقى من جمال أرواحكم وصفاء عقولكم.. وكونوا مع شعوبكم.. قريبين من أوجاعها..
* كونوا أكثر عملا ونكرانا للذات.. وأقل كلاماً وكذباً وتسويفاً..
ورمضان كريم على الجميع