صنعاء نيوز L* عبدالكريم الرازحي -
في أيام الشباب كنت من أشد المعجبين بالسورياليه، وكان أكثر ما يشدني إليها نقطتها السحرية تلك التي سماها السورياليون: النقطة العليا .
والنقطة العليا في مفهومهم هي نقطة روحية جدلية تأليفية تحتضن الواقع المتعدد والمتناقض في مبدأ أعلى يتجاوز التناقضات والثنائيات.
وعن هذه النقطة يقول السورياليون بأن كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بوجود نقطة روحية ينعدم فيها التناقض بين الحياة والموت، الواقعي والخيالي، الماضي والمستقبل، الأعلى والأسفل، الخير والشر، المحدود واللامحدود، النسبي والمطلق.
أيامها كنت مؤمناً بهذه النقطة ،واثقاً من أننا سوف نصل إليها في يومٍ من الأيام، وكنت أتخيلها على هيئة اليوتوبيا التي تحدث عنها الحالمون من الفلاسفة.
لكن من يتأمل اليوم الوضع الذي نحن فيه، والذي وصلنا إليه، يدرك للتو بأننا في وضع سوريالي تجاوز السورياليه.
أما النقطة العليا التي تحدث عنها السورياليون فيبدو أننا وصلنا إليها قبلهم، بدليل أن اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي انحل فيه التناقض بين السلطة والمعارضة.
اليوم كل الأحزاب تحكم.. جميعها في السلطة تنهب المال العام وتسرق بكل جرأة ووقاحة ولا أحد يعترض.
لكن إذا كنا اليوم في وضع سوريالي نسبة إلى السورياليه فإن حكامنا سرواليون نسبة إلى السروايل فانتبهوا على سراويلكم. |