صنعاءنيوز/حسين العواضي -
لماذا هؤلاء لا يتعبون.. اليسوا مثلنا بشراً ويفترض أن لهم حدوداً.. وأعماراً إن تجاوزوها جنوا علينا وعلى أنفسهم.
< اليس للسياسي في العالم عمر افتراضي مثل علبة «الجبنة» يترك الحكم.. والسياسة ويبحث عن بدائل مريحة.
< يريح اعصابه.. ويصفي ذهنه يتفرغ لهواياته ويعوض أسرته ما فاتها من أيام القطيعة.. ويحيطها بحنان طال غيابه.. وحب ضاع شبابه.
< أصحابنا غير.. جشع السياسة يطاردهم ويسيطر عليهم فلا يفصل بينهم وبين نزواتها غير القبر.
< أنه مرض معد يصاب به أهل السلطة ثم ينتقل إلى أهل المعارضة يستوون في التشبث بالكراسي السياسية العتيقة رغم ما يسطرون من تصاريح خاوية وحكايات كاذبة عن الزهد والرغبة في الخلود إلى الراحة والسكينة.
< في واقع الحال يعتلون الكراسي البراقة فلا يغادرونها حتى أنك تحتار من هذا التشابه الدقيق ايهما الحاكم.. وايهما الكرسي.
< يا ألطاف الله هؤلاء بشر من نحاس لا يستريحون ولا يريحون لا يشبعون لا يكلون.. ولا يتهيكلون .
< وعلى ذكر الهيكلة فانها كذبة كبرى فطائفة من السابق ذكرهم يحتفظون الآن بالويه وكتائب في جيوبهم يسيرونها في اتجاه لا أحد يعرف مبتغاه.
وما يغيظ انهم في السلطة والمعارضة يتحدثون عن الدولة المدنية وضرورة ادارة الشباب للدولة الموعودة وحتمية التغيير.. ولا احد يدري اي تغيير يقصدون؟
< ما الذي تشاهدونه الآن.. ذات الاسماء.. وذات الوجوه تحتلف الادوار واوامر الصرف ووجهة المصروف والشباب يكتفون بالتذمر على الفيسبوك لاحول لهم ولا قوة.
< والساذج من يظن ان المائل سيتعدل والمعوج سوف يستقيم.. والجيل الحاذق المعتق يخزن السلاح.. ويجند الانصار.. ويشتري الولاءات والاعلام.
< يا ألطاف الله.. لانفس طابت.. ولا بطن شبعت ولا قلب رق.. ولا عقل أفاق.. لا حكمة ولا عبرة جشع وجزع.. ولع وهلع والدنيا فانية لا تغني ولا تشفع.
< هم الذين يثورون.. وهم الذين يحكمون وهم الذين يتحاورون فعن أي ربيع تتحدثون؟
< وانظروا إن كنتم تبصرون.. سوار الذهب تفرغ للأعمال الخيرية.. وكلينتون للمحاضرات الجامعية.. ومهاتير للاستشارات الاقتصادية.
< كارتر نذر نفسه لمهام السلام والإنسانية.. وبوش يلعب الغولف ويتعلم الأسبانية.
< وأمير قطر السابق يتصيد الصقور البرية والأمثلة كثيرة وأجملها.. وأنبلها من أميركا الجنوبية.
< وخواتم مباركة فهذه ليالي الرحمة والتأمل وكل عام والاتقياء.. والأنقياء إلى الله أقرب.. وتذكروا يا أولي الألباب أنه لو دامت لغيركم.. لما وصلت إليكم.
آخر السطور
لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني
من الفجر حتى الفجر ننجر كالرحى
إلى أين يا مسرى ومن أين يا ضحى
أضعنا بلا قصد طريقاً أضاعنا
ولاح لنا درب بدأناه فانمحى
ومتنا كما يبدو رجعنا أجنة
لنختار ميلاداً أشق وأنجحا