صنعاء نيوز /محمد أنعم -
عبرت كلمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول تطورات الأحداث في مصر عن موقف شجاع جسد الحرص على مصلحة الأمة العربية والاسلامية ونبه من خطورة التآمر على مصر.
جاء توقيت كلمة العاهل السعودي في لحظات مهمة وحرجة جداً تمر بها الشقيقة جمهورية مصر العربية لتمثل موقفاً عربياً واسلامياً ورسالة شديدة لكل من يحاولون زعزعة أمن واستقرار أرض الكنانة، سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، ودخول اطراف دولية عبر الأزمة التي يجدون فيها فرصة من خلال الاخوان لتنفيذ أجندتهم التآمرية ضد أمتنا الاسلامية بشكل عام ومصر بشكل خاص.
بالتأكيد الموقف السعودي ليس بالغريب تجاه قضايا على مستوى عالٍ من الخطورة وكان منتظراً سيما وان قادة دول المنطقة ما يزالون في موقف المتفرج خشية من ردة فعل أمريكي أو أوروبي غاضب ولو بلغ الأمر حد تدمير مصر وزج شعبها في محرقة الفتنة التي يجري النفخ فيها من قبل أعداء الأمة.
لا ريب أن موقف المملكة الشجاع والقوى قد وضع حداً لتكالب الحاقدين على مصر وشعبها وأمتنا والذين هرعوا يتباكون خارجياً بهدف اعلان حرب شعواء على مصر والتدخل في شئونها الداخلية.
المشهد أصبح الآن أكثر وضوحاً بعد كلمة العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولم يعد الموقف الضبابي الأمريكي مقلقاً أبداً، واستمرار أوباما لتنفيذ مصالح الاخوان والمشروع الاستعماري التركي الجديد الذي يقوده اردوغان لن يكتب له النجاح خصوصاً، وقد جاء الموقف السعودي مستوعباً تماماً لما يجري التخطيط له في الدهاليز المغلقة من استهداف لمصر والمملكة العربية السعودية وكثير من دول المنطقة في آن واحد وعبر الارهابيين من تنظيم الاخوان المسلمين وتركيا..
من الطبيعي أن تتوقف الدول التي هرولت للعب بورقة الاخوان في مصر بعد موقف السعودية.. وتعيد النظر في مواقفها وبالتأكيد ستتوالى المواقف المؤيدة لردع العابثين والارهابيين والمضللين في مصر.. وفي نفس الوقت فالموقف السعودي قد دعا بشكل غير مباشر شعوب المنطقة الى اعادة النظر في تعاملهم مع تنظيم الاخوان المسلمين، حيث نجد أن مضامين كلمة العاهل السعودي قد شخصت خطورتهم وان يقوموا به من ممارسات تندرج ضمن الاعمال الارهابية وهذا مؤشر عن توجه للتعامل مع الاخوان كمنظمة ارهابية قد تقود الجميع الى حظر نشاطهم في الكثير من الدول كما هو الأمر في تعامل روسيا معهم.
أعتقد أن ما دفع العاهل السعودي لإلقاء هذه الكلمة الموقف هو استشعار المملكة لدورها الاسلامي والقومي والتاريخي تجاه الأمة وإزاء المخاطر المحدقة بها.
ما يمكن الخلوص إليه أن هذا الموقف القوي قد أزال التضليل الذي يصور أن ما يحدث في مصر هو حرب ضد الاسلام، كما أزال الحرج عن قيادات الدول التي تتردد عن تسجيل موقف تاريخي لإنقاذ مصر من الارهابيين ومن التدخلات الخارجية.. اضافة الى أنه أكد دعم المملكة حكومة وشعباً لأمن واستقرار مصر وردع العابثين فيها.
والأكثر من ذلك أن موقف المملكة وجه رسالة مهمة لما يسمى بـ«الاخوان المسلمين» أينما كانوا أن ما يقومون به غطرسة وممارسات لا تبتعد كثيراً عن الأعمال الارهابية والعبث بالأمن القومي..
بإمكان الاخوانجيين سواءً في مصر أو غيرها استيعاب موقف المملكة واعتباره «جرعة» للتخلص من ازمتهم النفسية وهوسهم بالسيطرة على مصائر الشعوب والعبث بأمنهم واستقرارهم والتحكم بإرادتهم.