صنعاء نيوز /د. عبدالعزيز المقالح -
السؤال الصحيح هو لماذا الإجازة الإضافية؟ هل حققنا بجهودنا المتواصلة فائضاً يجعلنا نستزيد من الإجازات؟ هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية ما زلت أشك في أن قرار تحويل إجازة الخميس إلى السبت في طريقها إلى التنفيذ وذلك لمجموعة من الأسباب منها أن القرار لم يخضع لمناقشة يشارك فيها الشعب من خلال الفئات التي يعنيها تحويل الإجازة من نهاية الأسبوع إلى بداية الأسبوع بوصفه شأناً عاماً لا يخص مجموعة تقرر فتغدو قراراتها نافذة. والأغرب من كل ذلك أن شعباً عاطلاً لا يعمل يهتم المسؤولون عنه بالإجازات والتوسع في اختلاق العطلات والبحث عن مبررات لتنفيذها. وفي هذا السياق لعل شعوبنا العربية والإسلامية أكثر شعوب الأرض قاطبة ممارسة للإجازات في حين أنها كانت وما تزال أحوج هذه الشعوب إلى العمل واستدراك ما فاتها من أسباب التطور الاقتصادي والعلمي.
ومن الراجح بل والمؤكد أننا لن نتغير نحو الأفضل ما لم يتغير موقفنا من احترام الوقت وتقدير العمل ودوره في تقدم الشعوب وتحقيق القدر المطلوب من الرفاه والرخاء للمواطنين الذين وصل تعداد من هم تحت خط الفقر حسب الإحصاءات الدقيقة والمتداولة إلى نصف السكان. ولقائل أن يقول: بما أن شعوبنا معطّلة لا تعمل فلماذا المطالبة بمزيد من الإجازات ، وهو قول يبرر الحالة المألوفة والسائدة في حياتنا، وكان المفترض والمطلوب بإلحاح العمل على إيجاد مجالات مختلفة للعمل وهي واسعة وكثيرة لو أردنا ذلك، بدلاً من أن نتجه إلى تدمير الوقت وتضييق مساحة العمل والدعوة رسمياً إلى مزيد من البطالة، وكم نحن في هذا البلد بحاجة إلى إستراتيجية تضمن لكل مواطن عملاً جاداً يفيده -أولاً- وينعكس -ثانياً- على واقع الوطن وما يتطلبه من انتعاش اقتصادي ورخاء اجتماعي. ولماذا لا تحرص الجهات المسؤولة في الدولة سوى على تنشيط الرغبات الكسولة وتوفير أكبر قدر من زمن الراحة نفسها؟ ولو قد قامت هذه الجهات بحصر العاملين الحقيقيين في أنحاء البلاد لوجدت أنهم أقلية في مقابل الملايين العاطلة، وأن هذه الأقلية العاملة تتجاهل الإجازات ولا تستطيع الاستفادة منها لأنها ستفقد لقمة العيش وما يحققه العمل المتواصل من إمكانات لتلبية مطالب الحياة اليومية.
وأتذكر -بالمناسبة- أنني قرأت إحصائية تقارن بين الإجازات في الوطن العربي والإجازات في اليابان البلد الصناعي الغني، وقد أثبتت تلك الإحصائية أن الياباني أقل سكان الأرض ميلاً إلى الإجازات، وأن متعته الحقيقية في العمل، ولهذا عمت خيرات إنتاجاته الشرق والغرب، ومئات الأسواق بما تصدّره بلاده من مخترعات تتوسع عاماً بعد عام، وكان على بلادنا وعلى بقية الأقطار العربية أن تستفيد من تلك التجربة الغنية لذلك البلد وأن تجعلها نموذجاً لها بدلاً عن النموذج الغربي الذي حقق حالة من التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي يمكنه من اقتراح المزيد من الإجازات ومن تخفيف ساعات العمل التي تكون دائماً حافلة بالجهد الشاق والعمل المتواصل.
ولعل من المبررات التي أدت إلى تغيير الإجازة "الزائدة" من الخميس إلى السبت أن المعاملات الاقتصادية تتجمد خلال يومي السبت والأحد بسبب إغلاق البنوك العالمية في هذين اليومين، وأن إجازة الخميس والجمعة تؤدي إلى توقف العمل أربعة أيام، وهو مبرر يمكن تداركه بإعطاء البنوك والعاملين بها إجازة في يومي السبت والأحد، إذا كان ذلك ضرورياً للتعاملات الاقتصادية، والضرورات تبيح المحظورات. وباستخدام نوع من الصراحة يمكن القول أن التغيير المزمع تنفيذه يتم استجابة لما يفرضه نظام العولمة الذي بدأ يجتاح في طريقه كل شيء، بما في ذلك مواعيد شروق الشمس وغروبها وتحديد مواعيد النوم واليقظة ومواعيد الطعام والشراب. وتلك بعض (فضائل) هذا النظام الذي يتمدد كالأخطبوط على سطح الكرة الأرضية.
الأستاذ علي محمد صبرة في كتابه الجديد:
مشكاة النبوة هو الكتاب الرابع للمفكر الشاب الأستاذ علي محمد صبرة، وفيه يتناول الجوانب المضيئة والمشرقة من حياة خاتم الأنبياء والمرسلين في إطار فكري لا يقف عندما هو معروف ومتداول عن هذه الحياة العظيمة ودورها في إيصال الرسالة السماوية بأمانة وإخلاص منقطع النظير. بل يطوف بنا محلقاً في أجواء موصولة بهذه المشكاة التي تبدأ من فكرة التوحيد لا إله إلا الله وتعود إليها. يقع الكتاب في 139 صفحة من القطع المتوسط ومن إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر.
تأملات شعرية:
في وطنٍ معطّل الطاقات
والأحلامْ.
ماذا يفيد أن تغير اسمه
أو أن تغيّر الترتيب
في تتابع الأيام والأعوام؟
إن شئت تغييراً وتصحيحاً
عليك أن تبدأ بالنفوس
والرؤوس
لا بتغيير الرتوش والهندامْ.