صنعاء نيوز /عبدالله الصعفاني -
كثير من أمورنا تثير المخاوف و تستنفر الهواجس وتحتاج إلى تفسير يرفض التأجيل.. وما لم تحدث مفاجأة يسترد بها الجميع عقولهم المراوحة بين المفروض والمرفوض فإن قيماً وإيجابيات كثيرة ستتوارى ليجد كل واحد مِنّا نفسُه تائها في واد غير ذي زرع في أحسن الظروف والأحوال.
> في اليمن مشاكل كثيرة في المسافة الممتدة من آخر نقطة ماء ورمل في البحر إلى أول ذرة تراب في اليابسة.. ومع ذلك فالذي يتسيد الموقف هو هذه الحياة البرزخية المتنقلة بين مقايل «الهدرة» ومتواليات «الحشوش» ورسائل الكيد.. فهل من فاعل خير يحذر من عواقب كل هذه الغيبة والنميمة ودق المسامير..
> المفروض أننا أهل إيمان وأهل حكمة ولكن.. هل من تفسير لسباق كل هؤلاء الذين لا يكلون ولا يملون في مساعي إثبات أن الجمهورية لم تعد جمهورية وأن الوحدة لم تعد وحدة وأن القانون غير قابل للتطبيق في اليمن وأن الدستور فكرة اسنكندنافية وصورة رفاهية.. هل من جديد عن حكومة البحث عن الديون وبرلمان المصادقة على القروض؟
> أمنيا أنتم وأنا حزينون على ضحايا التفجير الإجرامي الذي أودى بحياة وأصاب أكثر من عشرين شخصاً من رجال القوات الجوية ما بين شهيد ومصاب فهل من سبيل تعاوني لإيقاف هذا الإرهاب؟ وهل من سلطات قانونية وأخلاقية على هذه المفاهيم المغلوطة التى تزهق الأرواح في معارك وتفجيرات بقوة دفع التعصبات البائسة للسمع والطاعة لمن ينصبون أنفسهم حراساً للمذهب أو الحزب أو المشيخات.
> هل من رغبة حقيقية بأن يكون الحوار.. في مؤتمر الحوار بوابة انفراج إلى مستقبل بلا أزمات ولا تشظى.. أم أننا وإن وصلنا إلى البينة التشريعية المأمولة ستغرق في معترك التنفيذ..؟ ثم مالنا نتعرف على خطط الشقاق والهدم ولا نتعرف على استحقاقات البناء ؟؟
> وأما سياسة واقتصاد فعند العبد لله استفهاميات غير متحذلقة أو مراوغة.. كيف نفهم تنافسنا السياسي والفكري داخل هذه الدولة..؟
متى نفهم أن ارتفاع معدل «الهدرة» في بورصة «الحشوش» واستدعاء الأحقاد لا تبني وطنا..
> الوطن لا يحتاج إلى قروض وإعانات فقط وإنما يحتاج أيضاً إلى إرادة وإلى إدارة تغادر مسلسل حكومات الفشل بامتياز لأن في اليمن أعدادا مهولة لا تجد ما تأكله ولا تجد ما تتعالج به وفيه ريال يرفض أن ينصرف في الداخل أو الخارج فضلاً عن كون الكثيرين يجدون صعوبة في إحضاره.
> لنكن مع المشترك والشركاء أو المؤتمر والحلفاء.. ضمن الأحزاب العتيقة أو الجديدة.. في اليمين أو الوسط أو في اليسار ولكن .. لا يجب إغفال أن السياسة ليست بديلاً عن الاقتصاد والأمن وتوفير مناخات الاستثمار.. وأن الإدارة والاقتصاد هما كلمة السر في أي نهضة وليس ترف السياسة ولغوها..
> حرية السوق بالمفهوم الرأسمالي ليست الاحتكار وليست الانفلات.. والاشتراكية ليست اجترار البكاء على زمن (قصعة اللبن) وأي معونات أو زيادة في الموارد تحتاج إلى عدالة في التوزيع لأن في العدالة حصانة من تحول اليمن إلى دار للنقمة والكراهية « التباطؤ» والتخاذل لا يأتي بغير الاحتقان.
> وليس من قبيل طلب لبن العصافير التذكير بأهمية التجرد لله ثم للوطن والشعب بانفتاح الجميع على التحديات ومواجهتها بالعمل وليس بهذا الغرق في مصطلحات (المدننة والدمقرطة والحوكمة والتمكين) فيما الحصيلة ما نراه من الفساد والتلعثم «والارتباك»..!