صنعاء نيوز / أحمد علي باهبري -
احذر من الدماء والدخول فيها، لا تقتل بالشبهة ، لا تقتل بدون سبب ، لا تقتل دون حاجة ، فإن الدم لا ينام "
هذه حكمة ذهبية يغفل عنها العديد من طغاة التاريخ ثم يقعون في شر أعمالهم وفي درك طغيانهم، فحينما يتسلط سلطان جائر وحاشيته العسكرية التي تربت على عسكرة التعطش لروائح الدماء من خلال إراقة دماء الأبرياء، وهذا ينسجم مع النغم الماركسي والاشتراكي والعلماني لتصَّدر سيمفونية زوار الليل من بهائم وعساكر الجمهوريات والقوميات،ليتناسوا أو يتجاهلوا الأسس الشرعية المستوحاة من عقيدة الإيمان الخالص لقول الله تعالى .. الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا . .
فهؤلاء لا يتعظون من العبر، ولا يقبلون نصائح العقلاء المتمسكين بحدود الله ،ففي يوم 28 / 8/ 1966م بعث الملك فيصل بن عبدا لعزيز رحمة الله على الجميع برسالة عبر برقية إلى عبد الناصر يطلب منه العفو عن سيد قطب بعد إصدار المحكمة العسكرية حكماً بإعدامه، وهذه آخر رسالة بعد عدة رسائل وبرقيات شافعة من مختلف بعض دول العالم ،ولكن عندما وصلت الرسالة إلى عبد الناصر، أخبر حامل الرسالة وجلاديه بأن يعدموا سيد قطب فجر يوم 29/8/ 1966م ،وقال لهم بعد الإعدام اعرضوا علىّ الرسالة ، فنفذ حكم الإعدام حسب أوامر عبد الناصر، ومن ثم أرسل برقية اعتذار للملك فيصل، قائلاً أن الرسالة وصلته بعد تنفيذ حكم الإعدام ، هكذا يتعامل الحكام الاشتراكيين بالغش والخداع والبهتان والزور وكل أصناف الأذى وقد قال الله تعالى فيهم : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينًا {.
وقد أرسل عبد الناصر في ذات الليلة التي نفذ فيها الحكم برسالة لسيد قطب يعرض عليه أن يعتذر ،أو يكتب جملة في سطور شيطانية ،أن يطلب الرحمة والشفقة والإذلال منه ،لكونه طاغية العصر الماركسي وحامل راية الكفر والإلحاد وفرعون القوميات العربية،الذي افسد حياة الشعوب الآمنة، هكذا زرع عبد لناصر بالأمس وهكذا يحصد السي سي زراعة قدوته ،،
إن الشهامة والكرامة والشموخ تأتي في رجال الإيمان والنفوس المؤمنة بالله عز وجل، فاسمع ماذا قال سيد قطب لطاغية زمان القوميات الماركسية ،لقد قال كلمات سجلها التاريخ لتضل خالدة في أذهان العالم فقال : إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ، يأبى أن يكتب كلمة يتقرب بها لحاكم طاغية ، فإن كنت مسجوناً بالباطل ، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ... لا اله إلا الله ويا سبحان الله، وما أعظم النفوس الزكية التي لا ترضى بالهوان فالموت أجمل لها من حياة يعوزها الهدى ..
واليوم يتكرر المشهد ويعيد التاريخ نفسه ويظهر السي سي في مشهد مشابه لذلك المشهد بين الحق الذي حمله الشهيد سيد قطب، والباطل الذي كان يتحلف به عبدا لناصر، والحق في الدنيا لايكاد يختلف عليه اثنين ، لكن انغماس النفوس في الهوى والتسلط قد يصور لهم الباطل حقا .