صنعاء نيوز / * رحمة حجيرة -
في 18 مارس هذا العام بدأ مؤتمر الحوار الوطني ليمكن اليمنيين من تحديد مشاكلهم ووضع حلول وآليات مستقبله لتجاوزها، وبناء اليمن الحديث على حد قولهم، تفاءل الجميع وأنفقت أموال طائلة وشارك أكثر من 500 عضو من مختلف الشرائح والتوجهات السياسية، وبرغم أن أغلب صور الصفوف الأمامية من المشاركين مألوفة في العبث الذي تعرضنا له، لكن وجود مجموعة من النساء والمثقفين والنخبة الذين عهدناهم صادقين ومخلصين خفف التشاؤم، وخاصة بعد أن منحوا فرصة قيادات فرق الحوار باقتراح مؤتمري!!
اليوم، وبعد سبعة أشهر وما يقارب الـ200 يوم ونحن نستهلك بالوعود والأحلام، وتستهلك التبرعات التي قد تساعد هذا الشعب الفقير كثيراً، ووصلت تقريباً إلى ما يقارب الـ100 مليون دولار استهلكها المتحاورون والإدارة عير الرشيدة لليمن والحوار واللجنة الفنية للحوار. يفاجئنا المتحاورون بكمٍّ كبير من الانتقادات والإحباطات لمخرجات المؤتمر! والأسوأ أن مصادرة مخرجات هذه الاجتماعات التي كلفت اليمن الكثير من المال والجهد والسيادة الوطنية لم تكن فقط في المواقف الآنية المهمة ولا بالقرارات المصيرية في شكل اليمن الحديث، بل وصلت حدَّ الالتفاف والخروج على المبادئ والقواعد التي بُنيت عليها أطر الحوار باتفاق الجميع في مواد نظرية وإنسانية لا تهدد المصالح بقدر ما تؤكد قيم المدنية!!! وبضغوط قيادات متخلفة ورجعية محسوبة على الإسلام، يخضع قادة التغيير في الأطراف السياسية لها دون أي اعتبار للمتحاورين والإجماع ويقبلون!!، طيب، طالما التوافق السياسي ومصالح الأطراف السياسية الكبرى هي المرجعية، لماذا كل هذا الكذب والخداع والخسارات وهم يلتقون أصلاً في مقايل مسائية ليطبخوا كلَّ شيء!!
وهكذا أصبحت مخرجات الحوار الأساسية تدميرية:
1- إعادة الأطراف السياسية التي عبثت في اليمن إلى مكانتها السابقة وبشكل أقوى أمام النخبة التي أُحرقت شعبياً وأخلاقياً.
2- خلقت مبررات جديدة لاستثمار مصالح الفاسدين حتى آخر رمق لهذه البلاد.
3 - استهلكوا ما تبقى من أمل ودعم مالي وأهم مرحلة احتاجها اليمنيون.
4- منحت الصراع فرصة 7 أشهر ترتيب صفوفهم لدمار وطني شامل، إضافة إلى تدمير الجيش وتقسيم اليمن وربما التمديد!!!
أقولها، وبكل ألم، إن رواد الموفنبيك من النخبة قبل إدارة الرئيس هادي وحكومة باسندوة والأطراف السياسية يتحملون هذه المجزرة الأخلاقية التاريخية بحق هذا الشعب، وفي ظل هذا الوقت الصعب!! وأقول النخبة الأكثر إثماً لأنهم كانوا أملنا الوحيد والأكثر صدقاً، واليوم بدوا إما مُستغفَلين أو متمصلحين، وبغضِّ النظر عن ظروفهم إلا أنهم ساهموا باستغفالنا ولم يستقيلوا!