صنعاء نيوز/حسين العواضي -
> وسألته لك خبرة في مجال المياه لماذا لا تفيد بها اليمن وأنت تعلم أنها تواجه مشكلة خطيرة المياه تشح وتنضب والجفاف يطل من كل اتجاه.
> فرّد بغيض وحزن يا أخي بحت أصواتنا.. وكلما ذهبت إلى البلاد.. عرضوا عليّ منصباً إدارياً.. ودعوني إلى مجلس قات وحشروني في نقاشات سياسية سامجة لا أحد يهتم.. ولا أحد يصغي.
> شغلتنا حواراتنا السياسية البائسة.. وصفقات المحاصصة.. والتهديد.. والتقاسم عن قضايا مصيرية لا مكان لها في جدول أعمالنا أو برامج اهتماماتنا المزحومة بالموضوعات السطحية التافهة.
> الخبراء.. والباحثون.. والصحفيون.. والعطشى من الأحياء يصرخون.. المياه.. المياه الآبار تجف.. والسدود تخف وعما قريب سنصبح من الشعوب الجافة التي تشرب بولها صانكم الله.
> الرصيد المائي يستنزف.. ولا أحد تعنيه الكارثة ووزير المياه يقرع - بنفسه - ناقوس الخطر المياه تهدر والدولة لا تسيطر عليها.
> وحده - الدكتاتور الأخضر - وحقوق التسمية المبتكرة للمبدع عبدالكريم الرازحي، يستحوذ على 40% من المياه الجوفية الشحيحة.. والجميع أمامه صغار خانعين.
> وأين لنا برشد أجدادنا.. وحكمتهم وعبقريتهم في هندسة السدود.. والصهاريج.. ثم حرصهم وغيرتهم في المحافظة على المياه.. واستغلالها بشكل مثالي لا غباء فيه ولا إسراف.
> صهاريج عدن هذه المعجزة المائية البديعة تتجلى فيها عبقرية المكان والإنسان.. لم تشخ ولم تقهرها عوائد الزمان.
> تصطاد - الصهاريج - المياه التي يجود بها جبل شمسان.. ثم تتوزع عبر سواقٍ طويلة تمتد إلى قلب مدينة عدن.
> تتدفق إلى الأحياء والمنازل بالقسط المحدد والمنظم لا محاباة ولا تبذير، حصص عادلة.. وجداول زمنية ثابتة.. وإدارة متقنة.
> وفي مدينة صنعاء كان نظام الري غاية في الذكاء.. والفطنة.. والاقتصاد.
> المياه التي تستخدم في المساجد تذهب بعد ذلك إلى البساتين.. والمياه المستخدمة في المطابخ تسقى بها - مزاهر الريحان - التي تنتشر في السطوح وفي شرفات المنازل الزاهية.
> الآن صنعاء التي كانت تروي كل عابر وعاطش ولها في كل منزل بئر صارت مدينة جافة شاحبة لا بساتين.. ولا مشاقر ولا مشاعر أيضاً ومساجدها العامرة توزعت بين الحوثي والإصلاح.
> يحيى الشهاري صنعاني عاش صباه اليافع في مدينة عدن مبهور بنظام الري القديم في المدينتين الأثريتين.
> له مقترحات وأفكار لم يكل ولم يمل في طرحها لمن يهمه الأمر.. وهل هناك من يهمه الأمر في هذا البلد الظمآن ياعماد!!
> تذهب مياه - السائلة - هدرا إلى صحراء الجوف مع الحاجة لملحة لها.. وبشيء من الجدية والإخلاص يمكن إنشاء بحيرات صناعية على أطراف السائلة.
> تصبح مزاراً ومتنفساً وتحجز المياه الضالة لترفع منسوب المياه في آبار صنعاء التي صارت شحيحة سحيقة ومقبرة للفئران المنتحرة.
> لقد عادت المياه إلى الآبار القديمة في ضاحية الروضة وارتفع منسوب المياه في آبارها بعد حفر بحيرات صناعية غرب الكلية الحربية.
> أمثال العماد الشهاري - كثيرون تؤرقهم قضية المياه ويفكرون لها في مخارج وحلول نيابة عن المختصين والمسؤولين.
> المياه لن تترك للأجيال منها نصيب.. لا تشريعات صارمة تفنن استخراجها وتحميها من جشع العابثين.. وعندك واحد - صحة - بارد لوزير المياه.. وكرتون ساخن لمدير المؤسسة العامة للمياه وقريبا جدا ستصبح مؤسسة بلا مياه.. ووظائف بلا وظيفة.