صنعاء نيوز/فيصل الصوفي -
مسلحون من مليشيات "غرفة عمليات ثوار ليبيا" في إدارة مكافحة الجريمة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، اختطفوا رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، من الفندق الذي يقيم فيه بطرابلس، وقالت الحكومة إن زيدان- الذي اختطف فجر أمس- اقتيد إلى جهة غير معروفة، وهو بملابس النوم، وأسباب الاختطاف غير معروفة أيضاً!
لا شيء معروف في ليبيا التي كانت معروفة وخضراء، رغم يبس رأس المرحوم صاحب الكتاب الأخضر، فصارت مجموعة جهات سوداء مظلمة التضاريس الإدارية والجغرافية والسياسية والعسكرية.. وبعض تفاصيل حادثة زيدان بملابس النوم، ترينا ذلك، رغم بعد الشقة وانفصال عرب الغرب عن عرب الشرق.
مسلحو "غرفة عمليات ثوار ليبيا" طمأنوا الحكومة أن رئيس الوزراء زيدان محتجز لدى الإدارة الحكومية لمكافحة الجريمة، وصحته تمام، وسيعامل معاملة طيبة لأنه مواطن ليبي، وأنها اعتقلت رئيس الوزراء بموجب أمر من النائب العام، لأنه كان على علم بالعملية التي نفذتها المخابرات الأمريكية، على أراضي ليبيا، واعتقلت القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي.
إدارة مكافحة الجريمة التي تتبع وزارتي الداخلية والدفاع، وغرفة عمليات ثوار ليبيا، يشرف عليهما نوري أبو سهمين، رئيس السلطة التشريعية، الذي قال إنه زار رئيس الوزراء في محتجزه، لكن لا علاقة له باختطافه.. وبعد الإفراج عن زيدان، نفى وزير الداخلية في حكومة زيدان تبعية إدارة المكافحة لوزارته، ونفى النائب العام إصدار أمر باعتقال رئيس الوزراء!
لا نرى شيئاً غريباً في الاضطراب الذي تقدَّم، فهو يعكس بعض ما يحدث يومياً في ليبيا من اضطراب عام، لدرجة أن رئيس الوزراء الذي أقام في فندق في شارع عام لكي يأمن، قد اختُطف وهو بملابس النوم، ومن قبل جهات حكومية تتوزعها المليشيات المسلحة.
الذي قرَّح قلبي وأنا أتابع هذه المهزلة أمران: الأول هذا الجديد أمس.. أعني بيان الحكومة الذي بشَّرت فيه العرب والعجم باستتباب الأمن، والسلام، والاستقرار، في كلِّ ربوع ليبيا بعد اختطاف رئيس الوزراء! وتصريح رئيس الوزراء: اختطفوني، لكنهم لم ينجحوا في إجباري على الاستقالة!
والأمر الثاني، ذكرني به حادث أمس.. ولا أعتقد أن رئيس الحكومة عندنا قد نسيه، وهو يتابع تطور الاستثمار، ودوران عجلة التنمية، والنهضة الكبيرة في الشقيقة ليبيا.. هل تتذكرون كيف شغلت حكومتنا في الشهور الماضية بأمر مذكرات التفاهم بشأن تفويج العمالة اليمنية إلى ليبيا، واستحداث ملحقيات دبلوماسية لهذا الغرض في صنعاء وطرابلس.. أتراهم عقلوا!
*صحيفة اليمن اليوم