صنعاء نيوز /.أحمد غراب - - حسنا فعل الرئيس هادي عندما ذهب لقضاء إجازة العيد في سقطرى وكم أتمنى أن يحذو بقية المسؤولين حذوه ويقضوا إجازاتهم داخل الوطن بدلا من السفر إلى الخارج
حسنا فعل الرئيس هادي عندما ذهب لقضاء إجازة العيد في سقطرى وكم أتمنى أن يحذو بقية المسؤولين حذوه ويقضوا إجازاتهم داخل الوطن بدلا من السفر إلى الخارج .
ما أعنيه هنا هو التشجيع على السياحة الداخلية فنحن محرومون من نعمة معرفة بلادنا .
تصوروا أن المرء منا يعيش في هذا البلد ويموت وهو لم يعرف معظم مناطق بلده وعندما يحدث ويذهب لزيارة منطقة يتفاجأ بها وكأنها أعجوبة كانت غائبة عن ذهنه.
نحن بحاجة كمواطنين إلى استراتيجية حكومية تشجع السياحة الداخلية بأسعار رمزية بحيث يتمكن المواطنون من قضاء الإجازات مع أطفالهم وأسرهم وفي ذات الوقت يتعرفو على بلدهم.
ومما لفت انتباهي وأثار استغرابي أن الكثير يتعجب عندما يشاهد صور اليمن المنشورة على الفيس بوك وهو يرى مناطق ساحرة وجذابة تبدو من جمالها كالخيال لم يزرها ولم يتمكن من رؤيتها إلا عبر الصور المنشورة في النت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تستغرب عندما تبحث عن صور لبلدك فتجدها متوفرة عند زائرين من الخارج يعرفون بلدك وأنت ابن البلد لم تتمكن من معرفتها بسبب ظروفك المعيشية والوضع السياسي المتردي الذي حصر الناس كلاً في زاويته الضيقة فلم نعد نرى من اليمن إلا رأس الديك وصرنا نعتقد أن اليمن هو المحيط الضيق الذي نعيش فيه.
ومن العجب العجاب أن لا تشعر بفرق بين الدوام والإجازة لأنك لا تعرف كيف تقضي إجازتك وأين تذهب ودخلك المحدود جعلك مهدوداً وطريقك إلى قضاء الإجازة مسدود مسدود مسدود .
وقد تعجب أحد الأميركيين عندما زار اليمن قائلا إن المواطن اليمني هذا غريب وعجيب، فالمواطنون في العالم كله يفكرون أين سيقضون إجازاتهم السنوية مع عائلاتهم ؟ أما في اليمن فتجده يفكر في الأشياء الضرورية والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والإيجار وقيمة الأكل والشرب وبقية الأشياء بالنسبة له كماليات.
ربما لهذا السبب نبدو سريعي الغضب والاشتعال لأننا لا نأخذ فرصتنا في تغيير الجو والحصول على جو هادئ يجعلك تستعيد طاقتك للعمل ويجدد حيويتك ويمنحك الأمل بالمستقبل.
كل محافظة في اليمن لها سحرها الخاص واليمن كنوز سياحية ومناخها المتعدد لا يضاهيه مناخ وجبالها وخضرتها وسيولها وصحاريها وبحورها وشواطئها جواهر لا تقدر بثمن ولكن التكاثر ألهانا والفقر شغلنا والسياسة أرهقتنا والاقتصاد أنهكنا وأفلسنا.
ومع ذلك لا يأس مع اليمن ولا يمن مع اليأس ولا يجب علينا بأي حال أن نيأس من وطننا، فاليمن ما سميت يمناً إلا من اليمن والبركة.
اللهم ارحم أبي وأسكنه الجنة وجميع موتى المسلمين
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. |