صنعاء نيوز/عبد الواحد الشرفي [email protected] -
وأنا أتصفح صفحات التواصل الاجتماعي وأحضر بعض الاجتماعات السياسية إلا وجد صنف من الناس لا يجيد إلا التملق للزعيم الملهم الذي لا يشق له غبار , وقد يكون الزعيم متواضعا ولا يستسيغ هذا النوع من التملق لكن طبائع النفس البشرية والمتعودة على التسلق والانتهازية لاترى في زيادة التودد وعبارات النفاق إلا وسيلة إلى كسب ود الزعيم وتحقيق نوعا من الرضاء خصوصا وهذا الصنف من البشر عاجزون عن تحقيق الانجازات وفرض ذواتهم بالعمل الحقيقي والفاعل .
واختصارا لطريق النجاح ولجني الثمار بسرعة التخصيب لا يكون أمامهم سوى التفنن في المدح والإطراء على الزعيم , وقاموس هؤلاء واسع في اختيار الكلمات ولا يخجلون من سردها ويتلونها كشعراء المعلقات السبع!
والمصيبة أن البعض منهم يحمل درجة الدكتوارة ويحولها إلى رتبة " دوشان" وبتميز بل إنهم يفوقون أقرانهم من حملة الشهادات الجامعية , ولم يؤثر فيهم العامل الثقافي والتعليمي
ولعل البيئة لها دور في صناعة أمثال هؤلاء فالاستبداد والقمع واعتلاء الجهلة المناصب كان بسبب التملق .
ولا ضير إن سلك البعض من حملة الشهادات العليا هذا الطريق لتحقيق السعادة برضا الزعيم والقائد .
فكثير من القادة السياسيين أصبحوا مرتاحين لهذا النوع من السلوك ويحبون خضوع وخنوع قطيعهم البشري, ويصفون أعضاء القطيع بالمخلصين والشرفاء وأصحاب الرأي السديد فهم ثقاة ومن المقربين وعند تسلل آفة النفاق إلى ميدان العمل تنتفي معه الحقائق والجدية والبناء الحقيقي ويصبح ذلك الكيان هش وغير مؤثر بفعل إحلال معايير النفاق والتقرب محل الكفاءة والانجاز والإخلاص , ويصبح الشرفاء محل ريبة وتوجس بعكس المنافقين المهانين في حضرة القائد !
إن عمليات البناء والإصلاح والمنافسة لا تقبل المتملقين خصوصا ونحن مقبلون على مرحلة هامة ومفصلية في تاريخ البلد وتتوافر فيها عوامل الديمقراطية والشفافية وهي فرصة سانحة للكل لإثبات الوجود وحصد ثمار العمل التنظيمي والسياسي , ولم يعد هناك مجالا لتسويق مبررات الفشل والتذرع بتسلط النظام وقمعه للحريات والعمل السياسي وبالتالي سيكون مستقبلا البقاء للكيانات القوية المبنية على قيم العمل والتفاني والعدل أما الكيانات التي مازالت تعيش في أجواء زمن دواوين خلفاء العباسيين والأمويين فإنها حتما ستنقرض ولم يعد لها مكان أو وجود .
وسيتركها الانتهازيون من المتملقين بعد انتهاء مصالحهم الآنية كما تركوا كياناتهم السابقة التي لم تتوفر لهم فرص الكسب فيها وسيبحثون عن كيانات بديلة حاملين مباخر جديدة ومتطورة .
وإزاء تكرار أدوراهم الغير أخلاقيه, واستمراريتهم في هواية التملق فإني سئمتهم.