صنعاء نيوز/رحمة حجيرة -
أمس الاول الثلاثاء، واصل تنظيم القاعدة مشروع هيكلة الأمن السياسي (الأمن الثوري) كما سماه قيادات التغيير أثناء الأزمة برعاية الرئيس الانتقالي المنصور وحكومته المشفرة ذات الاهتمامات الأخرى، وفي قلب العاصمة اليمنية صنعاء، وبقرب من رمز التغيير في (الستين) ودولة اللواء علي محسن مستشار الرئيس!! ولم يستقل أحد حتى اللحظة أو يظهر أحدهم حياءً أو إحراجاً من الإعلام والنخبة والشعب والمجتمع الدولي، وهم يتابعون ضباط الأمن السياسي في الزنازين على يد القاعدة!!.
الأهم أن هيكلة الأمن السياسي أتت لتستكمل هيكلة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالإخوان الإسلاميين، ولا فرق كبير في الرؤية والوسيلة، سوى أهمية المعلومات والشهود الذين سيتم تصفيتهم!! كما أنها تذكير للواء غالب القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي بمقولة (صالح): "لنحلق قبل أن يحلقوا لنا الآخرين" والكارثة أن الحلاق اليوم هم القاعدة!!!
وإن كنت هنا أنقل عزائي بألم لأهالي القتلى أو الضحايا لهذا الاعتداء!! إلاّ أني أذكر الجميع بجرائم قيادات جهاز الأمن السياسي ضد مئات ضباط الأمن الذين اغتيلوا بناءً على معلوماتهم وتقاريرهم التي سربها الخونة في الجهاز للتنظيم!! ما ذنب هؤلاء الضباط الذين اغتيلوا لأنهم خدموا وطنهم بصدق وصدقوا بأن القاعدة عدو!!، ما ذنب أمهاتهم ونسائهم وأطفالهم ليُفجعوا بصور اغتيالاتهم الموجعة، وليواجهوا ظروف الحياة الصعبة بفضل إدارة القتلة الفاشلة!!
وبصراحة أرى في هذا الحدث العجيب والمهين لكل مسئول في هذه البلاد، تحديا كبيرا لمن يهمه أمرها في الداخل والخارج بصدق، وخاصة لقياداتها وشعبها: ماذا تنتظرون بعد أن تكسر القاعدة ما تبقى من شرف أمن وسلطة اليمن في ظل أعجز وأسوأ حكومة عرفناها؟! إلى متى سنظل نعوّل على إمكانات هذه السلطة وحكومتها، أو حتى على إمكانية وجود وطنية أو حياء لديهم!! أنتم من أقحمتمونا بهذه الكارثة ومكنتونا صراخ وشعارات: (يا علي ياكذاب.. مابش حرب ما بش إرهاب) وقللتم من شأن القاعدة وكبرتم من شأن صالح كأنه (عصا موسى) يستطيع أن يدخل اليمن بكلها في حرب أهلية غصباً عن القاعدة والحوثيين والإصلاح!! وهو الذي أجبر الرئيس هادي وحكومته على الفساد والفشل والعجز الذي نعيشه اليوم.. عصيدتكم متنوها!!! |