صنعاء نيوز -
يعتقد البعض أن إدارة الذات تعني إدارة الوقت فقط , وأنا أعتقد أن إدارة الذات منظومة متكاملة مثلها مثل أي إدارة معروفة ( إدارة الموارد البشرية , المشتريات, التسويق ) وينطبق عليها كثير من النظريات الإدارية المعروفة من حيث المبدئ . فالذات لها نقاط قوة ونقاط ضعف, وموارد عديدة منها الوقت وهو أغلى مورد , ومنه تنطلق لتغذية وتطوير وإدارة كل الموارد المتعلقة بها . و بإدراكنا لقيمة الذات سندرك أنها تستحق أن نقف معها وقفات جادة جادة جادة .., والجدية هنا تكمن في أن تعلم أنه لا يمكن لذاتك ان تنجح من دون إدارة ولا يمكن إدارتها دون معرفة مكامن قوتها وضعفها , وماذا تريد وإلى اين ستذهب وغيرها من الأسئلة الرئيسة التي تحدد المسار , و هذا هو التخطيط و وضع رؤية واضحة المعالم تنير دربك وتكون درع حصين ومرجع لك في كل شؤون حياتك ,شرط أن تكون هذة الرؤية تلبي الأسباب الحقيقة لوجودك في الدنيا وتغطي جميع الالتزامات المترتبة عليك أمام الخالق ثم المخلوقين (اهل ,اقارب , اصدقاء , زملاء عمل من رؤساء و مرؤسين ) و ليكن هذا الاداء وفق معايير البصمة والإنجاز والأثر الإيجابي . ولدي بعض الوقفات التي تساعدنا في التحرك الجاد والمشي بخطى ثابتة نحو تحقيق الذات :
· أولها : الرجوع للماضي بشكل إيجابي والحذر من الوقوع في براثن أخطاءه فأنت تستذكر الماضي للاستفادة من الاخطاء و ليس النحيب على ما قد صار و انتهى , لهذا لا تهدر طاقة الحاضر في قصص الماضي والسعي نحو التبرير مما يؤثر على النظرة المستقبلية في الحياة .
· الوقفة الثانية : أن الفشل هو طريق النجاح لهذا لن ترقى سلم النجاح دون أن تسقط أكثر من مرة, فكل سقوط يحمل في طياته دروس وعبر وحكم تجعل نظرتك للأمام أكثر وضوحاً وتجعل طريقك للمستقبل أكثر ثباتاً .
· الوقفة الثالثة : هي أعداء النجاح , فلا تتوقع وأنت ذاهب إلى قمة النجاح أن تجد الجميع عن اليمين و الشمال واقفاً يصفق لك , فهناك من سيرمي عليك اشواك في اشكال الورود لتعرقل مسارك , إنها اشواك التثبيط والتشكيك والانهزامية ,وكلما زاد ذلك التشكيك و التثبيط كلما تأكدت بأنك في المسار الصحيح , مادام ذلك وفق رؤيتك و لا يخالف شرع الله . إذ لا يظهر امثال هؤلاء إلا في طريق عظيم على غرار حياة العظماء, و إن شئت فأقرأ في سيرهم وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم. حيث لم يسلم صلى الله عليه وسلم من الاتهامات الباطلة و الرجم بالحجارة والدخول في حروب شتى, ولولا تلك التضحيات ماكنت تشهد أن لاإله إلا الله محمد رسول الله ولنا في رسول الله أسوة حسنة . و اخيراً ان تعلم ان طريق النجاح محفوف دائماً بالأشواك ومتى ما تجاوزتها بقوة الإرادة ظهرت ورود الإنجاز والبصمة والأثر الطيب ورأيت بأم عينيك النتائج , و جنيت ثمار ما زرعت من تعب ومشقة . كلي شوق ان اراك في قائمة المتميزين , و قطار النجاح فيه الكثير من المقاعد الخالية التي خصصت لمن يريد النجاح فكن على متنها
د.ناصر الأسد
خبير في بناء الصورة الإجتماعية والماركة الشخصية
كاتب ومحاضر في مجال تطـــوير وصــنـــاعة الذات