صنعاء نيوز -
يختزن كل طفل في داخله موهبةً أو ميزةً خصّه الله بها دون غيره من أقرانه، حتى إذا ما توافرت البيئة المواتية والعوامل المساعدة بزغت هذه الطاقة الدفينة أو الموهبة المكبوتة، معلنةً ولادة طفل موهوب يثري بقدراته محيطه الاجتماعي بشرائحه كافة.
ورغم عتمة الوضع في غزة التي أرهقتها سنوات الحروب والحصار ,يتحدي الأطفال الواقع الذي يعيشونه لتنمية موهبتهم ؛ فينتجون مواهب من العدم، في ظل ظروف معيشية توحي بان أطفال القطاع مصابون بحالة من اليأس والإحباط. لكن طفلنا الذين سنروي قصته في هذا التقرير اثبت عكس ذلك .
فإلى وسط مدينه دير البلح وسط قطاع غزة ,التقينا بالطفل مهند الدقران الذي يبلغ من العمر 12 عام ,وجد ضالته في إحدى المؤسسات التي تنفذ مشروعا لدعمهم وتنمية مواهبهم لنتوجه إلى جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية لننقل موهبة الطفل .
الهيئة الفلسطينية للتنمية هيئة خيرية تأسست في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة , بداية سنة 2000 م سعيا منها لتحقيق تغيرات ايجابية وراسخة في حياة الناس وقد أسست الهيئة عملها من خلال الاسترشاد بالقيم المحلية والعالمية و من أجل الحرية والحفاظ علي كرامة الإنسان والمساواة في الحقوق بين الجميع و لتعزيز المشاركة الجماعية والنهوض بالمجتمع ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
مواهب متعددة
اجتمعنا بالطفل مهند والذي يظهر على وجهه الفطنة ليقول " اكتشف والدي منذ صغري صوتي الجميل وطريقة غنائي بطرق مختلف حيث أنني أحب أن انشد الأناشيد الوطنية وكذلك أغاني الراب وهي التي تحكي بطريقة جميله ومخلفة عن المعتاد به ".
مهند استطاع أيضا أن يدخل البسمة إلى شفاه الأطفال المشاركين له في المشروع من خلال قدرته المتميزة على تقليد حركات وحديث الرجل الآلي لدرجة أن الجميع في البداية الأمر صدق بأنه إنسان غير طبيعي.
ويقول عن هذه الموهبة :" أحب أيضا تقليد الأشياء وقد تدربت كثيرا على تقليد الرجل الآلي وفي البيت كررت الكثير من الحركات والكلمات, فكنت اشعر بأنهم عائلتي يبتسمون ويشجعوني على ذلك ,حيث بدأت أتابع حركات الرجل الآلي لتعلم شيء جديد واستطعت أن أكون مجموعة كبيرة من الحركات والكلمات التي تضفي جوا أينما اذهب ".
عائلة مهند تدعم مشواره الفني الكبير وتحاول أن تدمجه داخل المؤسسات التي ترعي مثل هذه المواهب لتنميها فهي تجده متميز في كثير من الأمور ,وخاصة التمثيل المسرحي الفكاهي لتقول والدته " لدية قدرة كبيرة على أن يجعل الجميع يبتسم بأي وقت كما يمتلك الجراءة وإبراز نفسه في أي مكان ".
وترى عائلة مهند أن جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية هي المكان الوحيد التي تمنحه السعادة داخل مدينة دير البلح، والتي يخرج ويطلق فيها موهبته أمام الجميع، وتسعى إلى تطويرها من خلال المشاركة بالفعاليات التي تنظمها الجمعية.
بدوره، أشار مروان جودة نائب المدير التنفيذي في جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية , إلى أن الجمعية تهتم بتنشئة الأطفال الذين لديهم بعض المواهب والتركيز على العديد من البرامج والمشاريع، ومنها مشروع على جناح السلام
بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA والذي يهدف إلى المساهمة في تحسين الحالة النفسية والرفاهة الاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب الأخيرة على غزة 2012 .
وأضاف " كما نركز خلال المشروع على إظهار والتعرف على مواهب الأطفال وتنميتها من خلال تحسين الحالة النفسية لهم ,وتشجيعهم على كسر حاجز الصمت والرهبة والخوف بتعريف مدربهم وزملائهم بالموهبة التي يمتلكونها فهي متنوعة ومختلفة لدي كل طالب ".
الهيئة الفلسطينية للتنمية هي جمعية أهلية تعتمد على التمويل الذاتي والمشاريع التي تقوم بها، وذالك لتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال في الجمعية، وهى كما قال جودة المتنفس الوحيد لأطفال منطقة دير البلح وسط قطاع غزة ،وهم يجتهدون لتوفير لهم كل شيء، إضافة إلى وجود أخصائيين نفسيين، وذلك للقدرة على التعامل مع الأطفال وفهمهم والتفريغ عنهم من خلال المشروع ، إضافة إلى الدعم المعنوي الذي يتلقاه الطفل من عائلته للمشاركة في النشاطات داخل الجمعية .
ومن جانبها أفادت هدى ميدان أخصائية نفسية في مشروع على جناح السلام في الجمعية أنه عند تنفيذها برنامج CBl وهو نشاط ضمن أنشطة المشروع, تعرفت على القدرات التي يمتلكها الطفل مهند ,حيث أفسحت المجال له لإظهار ما يمتلك من واهب وقد تفاجئت بحجمها فهو ينشد الأناشيد الوطنية ويغني أغاني الراب ويمثل وأكثر ما لفت انتباهها هو قدرته على تقليد الرجل الآلي ببراعة شديدة .
وتضيف " بهذه الموهبة أدخل السرور وتعالت الضحكات من الأطفال المشاركين بالمشروع ,وفي كل يوم تفتتح الجلسة بحركات وكلمات جديدة منه, كما أنه شجع العديد من الأطفال على المشاركة وإظهار مواهبهم وكسر حاجز الخوف والخجل لديهم ".
وتتمني تايه أن يكون هناك العديد من المشاريع التي تهتم بشكل اكبر في مثل هذه المواهب لتنميتها وإفساح المجال لهم لتعريف المجتمع بهم وخاصة في منطقة دير البلح التي تمتلك الكثير من المواهب والقدرات الخاصة لدى الأطفال ولا يوجد إلا عدد قليل من المؤسسات التي تهتم وتدعمهم |