عبد الإله سلام الأصبحي - قصة قصيرة .. مهدى إلى أ. ع
الوقت يقترب ...والموعد كاد أن يقع خارج دائرة الحضور ...والناس ينتظرون الندوة التي ستقام . عند الساعة الرابعة مساء
. يصل الاتصال منها بالاعتذار لأمر طارئ قال لها : وما الأمر الطارئ قالت له : (سأحدثك به في وقت أخر فالوقت لايتسع ألان للكلام وداعا )) أضطرب عنده المزاج الذي كان مستقراً إلى عدة دقائق ..يصل تلفون أخر يعتذرون المشاركون عن حضور الندوة بعد إن اعد كل شي..
قالت له أن أمراً طارئاً أحال بيننا وبين الحضور الندوة واللقاء. هي أكدت له أنها ستكون أول الحاضرين...لم تتخلف يوماً عن الحضور أو قرأت ما تحبه من قصص وشعر ((كلهم يعتذرون ...أن في الأمر شي الساعة تقترب أكثر من الرابعة. لم يكن من الحضور سوى قليل في القاعة المعدة للمعنيين بالأمس أكد له الموعد. هم اليوم يعتذرون أيضاً قال له وهو يحدثه: لقد خدعوني أنه الخميس وهو يوم مقيل لقد تفرق الجميع ولم أبقى سوى أنا... (إنا خجلان منك )
نظر إلى القاعة المعدة ...كان قليل الحضور . ولم يحضروا من لهم الشأن..هي اعتذرت لأمر طارئ لم تبيح به ادخله في دائرة الخوف والتوجس ضل في دائرة مفرغه عقله الواعي ادخله أمر بعيد المدى ونفسه جعلته يتوجس كطائر يريد أن ينقك من قفصه الحديدي .
قال: أن الأدب دائماً هكذا قليل الحضور كثير الكلام.. قبل الندوة ..قدم الحاضرون أنفسهم وإلقاء كلمة ..كان حزيناً ...لأن الحضور قليلاً ..بدأت الشمس تنحدر والشفق الأحمر يشكل حلقات كفوهة بركان خامد استجمع قواه وهو يحاور نفسه ماهو الأمر الطارئ .عسى في الأمر شيء كان برد كانون أول يدخدخ النفس الحيرانة مما علق بها من اليأس والإحباط
أنصرف الجميع يحملون معهم هم الأدب والقصة القصيرة التي كانت ضيف القاعة . وهو يقلب الزمن القادم بكل مافيه من خير وشر والليل بداء يفرش رداءه معجونا بصقيع بارد ليس له قرار .
بالأمس كان قد أكد له أن المشاركين على أتم الاستعداد والتزم الجميع بالموعد المقترح بل نفسه فهوا لذي وضع المكان والزمان يجب أن يحضروا كثيراً من المستمعين لكن الذين أكد لهم أن الساعة السليمانية قد طغت عليهم فتفرق أيدي سباء
حضرت أخيراً بعد إلحاح ليعرف ما هو المانع الذي منعها من حضور الندوة كان الصمت رهيبا ونظرات عينيها توحي إلى أن هناك شيء تريد أن تبوح به وصوتها الخافت جاء كأزيز نحلة تاهت عن طريق مملكتها. لكنها تمكنت أخيرا من الوصول إلى بر الأمان. حفظت صوتها
قالت: ـ أنه سر لا يعلموه أحداً من خارج البيت. توعدني !!!! أوحي ألي نفسه أن هناك شي ستبيح به رفعت يدها اليمني ومدت إلى أصبعها الخنصر وهزت رأسها وأخرجت ضحكة من خلف اللثام كانت مخبئة في نفسها من زمن بعيد .. عرف أن الدبلة قد وصلت أليها هزت رأسها مرة ثانية وتربعت في جلستها وهي تقول سري للغاية.
اطمأنت أخيرا أن الخطر قد زال قليلا لكن يضل في نفسها أشياء تحتفظ بها خاصة . فالأدب والقصة والشعر روحها الازلى كالسمك في البحر والهواء للنفس البشرية . وليذهب كل شي إلى الجحيم فحرية القلم لديها شيء أساسي كبريق الصبح القادم مع أشعة الشمس الحانية ..
عبد الإله سلام الأصبحي
قاص وأديب
مدير الصالون الأدبي
|