صنعاء نيوز/فيصل الصوفي -
ظهرت مقاطع الفيديو التي صورت الإرهابيين وهم يجاهدون في مجمع العرضي على ذلك النحو الذي رآه العالم، وهنا فقط خرج رئيس الإصلاح محمد اليدومي عن صمته، ليروي قصته الخاصة، لعلها تشكك الناس في الرواية التي نشرتها صحف محلية وعربية، وتتحدث عن وجود علاقة للإصلاح وحلفائه، بالهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم القاعدة.. لقد حاول إعلام حزب اليدومي نسج روايات كثيرة حول الهجوم الإرهابي ومنفذيه، وبرأ تنظيم القاعدة، وكان الهدف من كثرة الروايات تشتيت أذهان الناس، وجعلهم ينسون الرواية السائدة الأقرب إلى الصواب، ويبدو أن اليدومي لاحظ أن إعلام حزبه المتخبط لم يوفق، فأسعفه بقصة أضرط من كل روايات أصحابه.
واليدومي سمى الهجوم الإرهابي انقلابا، ولم ترد في قصته كلمة واحدة فيها ألف وراء وهاء وألف وباء، وحتى بيان حزبه لم يرد فيه، بل سمى الهجوم الإرهابي " الحادث الإجرامي" مرة، و"هذا الحادث " مرة، بدون إجرامي، ومعروف أن هناك فرقا بين الجريمة والإرهاب.. وعند الإخوان المسلمين قاعدة، غير تنظيم القاعدة، وهي أن مصلحة العمل الإسلامي تقتضي أن تقوم بعض الفصائل الإسلامية بأعمال جهادية منافية للاعتدال، ولا يجوز التورط في إدانة هذه الفصائل - والقاعدة عندهم من فصائل العمل الإسلامي- ، لكن لا بأس لو قام فصيل بإظهار النكران على تلك الأعمال! فكان بيان الإصلاح من قبيل إظهار النكران، ومن مقتضيات تجنب الحرج.
على أن اليدومي، في قصته تلك يدين حزبه، من حيث أراد مهاجمة الآخرين، سواء من سماهم العائليين، وهنا إشارة إلى من تعرفون، أو من سماهم " سياسيون مغامرون لا يعرفون عن السياسة إلا أنها سيجارة وكأس"،إشارة إلى اشتراكيين، تحدثوا عن علاقة حزب الإصلاح بالقاعدة.
لما قرر اليدومي تعريفنا من هم الذين كانوا وراء الهجوم الإرهابي؟ قال إن "الفاعلين الحقيقيين الذين كادوا من خلال تصريحاتهم وإعلامهم قبل محاولة الانقلاب بأيام وبعضها بساعات أن يقولوا نحن الذين وراء كل ما حدث".. فمن هم هؤلاء يا يدومي؟ ألم يكن إعلام حزب الإصلاح هو الذي روج شائعات عن انقلاب وشيك في صنعاء، بل شائعات تسوق لانقلاب وراء انقلاب.. أليس حزبكم هو الذي ضخ رواية بعد رواية مختلقة لتضليل الناس عن الحقيقة، وجعلهم ينسون الرواية السائدة؟ فإذا كان من يقف وراء الهجوم الإرهابي، من قبل ومن بعد، هو من تكلم إعلامه، فهو الإصلاح إذن!