صنعاء نيوز/عبدالله الدهمشي [email protected] -
حين يتطوَّع كبار رجال الدولة للتوسط بين خارجين عن القانون اقترفوا جريمة الخطف، وبين بيت من أهم وأكبر البيوت التجارية في اليمن، فإن الموقف الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام هو الموقف الذي صدر من المؤتمر الصحفي عن بيت هائل سعيد.
ليكن منير أسيراً أو شهيداً، فلن يدفع اليمنيون الجزية، ولن يفتدوا بأموالهم حياة مغموسة بالذل والصَّغَار، ومجلَّلة بالعار أبد الدهر، فليذهب الصِّغار وحدهم بذلِّ الجريمة، وليكسبوا بها خزي التاريخ وعار الخسة والصَّغار، فلا مساومة في الحق، حق الكرامة والمواطنة وشرف القول والفعل.
اختطاف محمد منير تم عقاباً لسلطة القانون التي- إن صحت مزاعم الخاطف- أحبطت عملية تهريب آثار الحضارة اليمنية، وفي هذا بيان واضح بالجريمة المزدوجة: التهريب والخطف، فالتهريب عار يلحق بمقترفه بسرقة الآثار ويصمه بخيانة تاريخه وحضارته وأمجاد وطنه، والخطف خزي يجلِّله بالخسَّة والغدر، وعذره أقبح من ذنبه، وكفى بذلك ذلاً وهواناً، في الدنيا والآخرة .
إن تعز ليست إقطاعية تملكها بيت هائل، وإن كان المحافظ هو شوقي هائل سعيد، ومصادرة المواد المهربة عملية قانونية نفذتها سلطات الدولة في هذه المحافظة، وهو عمل من أعمال المجد التي تحافظ على التاريخ والآثار، وتحفظ لأهل مأرب وأبنائهم مجدهم الحضاري الذي شيده أجدادهم من قديم التاريخ، ويذكرهم بالعز الذي عاشوه كبُناة حضارة ومجد.
غير أن العقلية التي نعرفها عند من حوَّلوا مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات يملكونها، ويستخدمونها لهدم سلطة القانون وتفكيك سيادته على الأرض، وبين المواطنين هم الذين يقفون خلف الجريمتين: تهريب الآثار وخطف الأبرياء، وهنا يكون الخاطف والمخطوف ضحيتين لجريمة كاملة تمارسها عصابة واحدة أكبر من الخاطف، وهي التي دمرت الطابع الحضاري لمأرب خاصة واليمن عامة.
ليبقى محمد منير أسيراً، أو ليكن شهيداً، فالكرامة ليست للمقايضة، والمساومة ليست مقبولة، ولن نعطي الدنيَّة في إنسانيتنا ومدنيتنا، ولن ندفع جزية عن وجودنا، ولن نفتدي حياة الذل، ونسنّ سنة تلحق بنا الخزي والعار.. هذه عراقة بيت هائل، وهذه مدنية تعز، كما هي في ذات الوقت حضارة مأرب وتاريخ أبنائها، وأمجاد يمن دمرته العصابات وأكابر مجرمي العصبيات.