صنعاء نيوز - استضاف البرنامج العربي في المجلس العالمي للبرامج الدوليّة CIEE في فرعه في العاصمة الأردنية عمان الدكتورة سناء الشعلان في ندوة حول تجربتها القصصيّة بعنوان"المبدع الحقيقي هو ابن بيئته المحليّة".وقد قدّم الشعلان الدكتور صالح حمدان أستاذ الأدب في المجلس العالمي الذي عرّف بمنجزها وبمكانتها في الأدب الأردني والعربي مشيراً إلى إنتاجاتها الأدبيّة لاسيما مشروعها الأخير بترجمة مجموعتها القصصّية" قافلة العطش" إلى البلغاريّة،وأشار كذلك إلى هاجس التّمرد في قصصها،ونظرتها إلى المجتمع العربي وتركيبته وأزمة القمع فيه مشيراً إلى أهم خصائص التّشكيل في تجربتها الإبداعيّة التي امتدت إلى الرواية والقصة والمسرح.
وقد دار حوار جدالي بين القاصة الشعلان والطلبة أشارت فيه إلى خصائص المجتمع العربي التي تظهر في قصصها،وتنتقد معالم الاستلاب والاضطهاد فيها،كما تحدّثت عن فنيات تصوير هذا المجتمع في قصصها،وكيفيّة تعاملها معه انتقاداً وبناء وإعادة تفكيك وتشكيل.كذلك أكّدت قناعتها بأنّ المبدع الحقيقي يكون ابن بيئته بامتياز مشيرة إلى مجموعة من النّماذج القصصيّة والروائية العربيّة والعالمية التي استطعت أن ترسم لها مكاناً خالداً على خارطة الإبداع العالمي عبرالإخلاص لتجربة المحليّة في إبداعاتهم،وقالت إنّ المبدع عندما يعتكف على رسم بيئته فإنّه في الغالب يرسم شبكة دقيقة لمفاهيم مجتمعه وقضايا،وهو رسم غالباً ما يكون مثيراً للدهشة والإعجاب والإمتاع وقابلاً لتحويله لفنون أخرى مثل الدّراما التلفزيونية والسينمائية.
وقد أثار الطلبة قضية صورة المرأة والرّجل والمجتمع والتابوات في أدب الشّعلان في وسط مجتمع أبويّ لا يتساهل مع من ينتقده،ويسخر من منظومته الأبويّة.كذلك أشاروا إلى صورة المجتمع كما ترسمها الشّعلان في قصصها،وقارنوا هذه الصّورة مع مثيلاتها في أدب بعض المبدعين العرب المعاصرين في أكثر من بيئة عربيّة.
وأجابت الشّعلان إنّها تتحايل على سلطة هذا المجتمع،وتخترق تابواته عبر لعبة الترميز والتمويه والتعميّة والإلغاز التي تنسجها في قصصها،كما أنّها لا تتحرّج من رسم صورة المجتمع العربي بكلّ صدق وحياديّة دون تجنّي أو كذب أو تحمّس مبالغ فيه لا مكان له؛فالأديب الحقيقي ليس مروج كاذب لبرامج سياحيّة،بل يجب أن يكون عين ناقدة فاحصة صادقة تعاين ملامح القبح ومواطن الجمال في كلّ ما يرى.إنّه عين الحقيقة،وقلب الصّدق،وبخلاف ذلك لا يكون مبدعاً بأيّ شكل من الأشكال.
|