صنعاء نيوز/فنون/ رحمه علي الشاوش - محافظة تعز ملهمتي الأولى وسر حبي للفن الأصيل
عندما تستمع إليه ، لا إراديا تدندن مع صوته بدفئه وإحساسه العالي ويأخذك فورا إلى زمن التراث اليمني الأصيل مثل السمة والإنسي الذين تأثر بهما فناننا اليمني البحريني . صوته الشجي يأخذك إلى عالم الأحلام ، البعيد عن كل مكان . ويقتحمك بقوته من أول مرة ، وتشعر بعظمة هذا المبدع حين يرنو بصوته مع نغمات عوده .. يأخذنا إلى حدائق الإزهار تارة والى لحظات الغرام والحب تارة أخرى فأجمل الأشياء هي تلك التي نعثر عليها في لحظة بحثنا عن شيء أخر.. ولمعرفة المزيد عن الفنان اليمني البحريني / سعد احمد ضيف الله الطيري من مواليد مدينة تعز "الجحمليه السفلى" حيث كل شيء هناك يشهد بحب وعشق فناننا الطيري ، منها انطلق وفيها اشتهر و بها ذكريات الطفولة وأول مرحلة الشباب والمراهقة ، وفيها غنى أجمل الكلمات وأعذب الإلحان. تعز هي معشوقة فناننا الطيري على الرغم انه من مدينة رداع ، الرياشية تعلم الفن وأحبه وهذا ليس بشيء غريب ، لان محافظة تعز ملهمته الأولى وسر حبه للفن الأصيل .
بداياته الحقيقية كانت في جبل صبر عام 1980 حيث كان يدندن في الحفلات والمناسبات التي تقام في مدينة تعز وخارجها وهو مازال طالب في المدرسة.
اعترض أهله في بداية مشواره الفني على الخوض في عالم الفن الذي اعتبره والدية وأعمامه وأخواله بان له طبقته الخاصة ، لكن نظرا لحب الفنان الطيري لهذا المجال ، فارق أهله في رداع وعاد إلى مسقط رأسه تعز ليبدأ أول خطواته في عالم الفن أثناء درسته في المرحلة الابتدائية بمدرسة الشهيد الثلايا .
تعلم الفن على أيدي كبار الشعراء والذين تيقنوا من موهبته ، دعموه بقوة ، ويرجع الفضل في بداية فناننا الطيري للعديد من الشخصيات وهم الشيخ عبد الله الشرعبي والشاعر الكبير المرحوم احمد شرف الدين ، عبد الله السلامي ، محمد الفضلي ، محمد الراعي ، عبد السلام العمراني ، فؤاد البهلولي . والفنان علوي والذي كان يعزف العود معه ، شوقي النجري وأسماء كثيرة جدا لم تسعفه ذاكرة فناننا سعد الطيري نتيجة للغربة فيعتذر من لم يذكر اسمه .
تأثر في بداية حياته بأغاني الفنان المرحوم علي الانسي ، والفنان علي السمه ممن تغنى بأغانيهم في جميع المحافل العربية والدولية .. اهتم منذ صغره فناننا بالتراث اليمني الزاخر بالعطاء والذي اخذ منه وغنى به معظم عمالقة الفن الخليجي والعربي .
الفنان اليمني سعد الطيري جعل الأغنية اليمنية هدفا أساسيا في حياته لانتشاره من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي الى العالم الخارجي ، من خلال حفلاته في العديد من الدول الأجنبية مثل استراليا ، الهند ، بريطانيا ، أوربا ، روسيا .
للفنان سعد الطيري العديد من السهرات الفنية قام بتسجيلها للتلفزيون البحرين ، بالإضافة الى عدة قنوات ، ولون في غنائه بين الإيقاعات اليمنية اللحجية والحضرمية و اليافعية إلى جانب الإيقاع الصنعاني والحميني . وركز في غنائه على التراث اليمني الزاخر بالعطاء . وحاليا هو مشغول بتسجيل البوم غنائي في السعودية والإمارات .
حمل سعد الطيري على عاتقة مسؤولية اليمن ، عشقها بجنون وبكي بحرقة لحظة عودته إلى ذكرياته وذكريات أهله وأصدقائه وأحبابه. ولطالما كانت دمعته قريبة جدا من اجل الوطن ، الذي لم ينساه وقلبه مشغول بذكراه ، غني عن اليمن أجمل الأغاني في كل المناسبات وعند التقائه الأمراء والشخصيات البارزة بدول الخليج العربي .
وعندما يسرح بخياله فهو يتذكر ارض ولد عليها ، محافظة تعز ، لم ينسي تفاصيلها حتى بأغانيه ، جبل صبر و اشتياقه لذكريات الطفولة ، أحضان تعز التي استقبلته برحابتها ، خزن في دماغه صور التقطها لهذه المدينة الجميلة والمحافظة الغناء التي تزخر بأشخاص كان لهم الفضل الكبير في كل ما وصل إليه فناننا ، لم تغب تعز واليمن بإكمالها عن ذكراه ولو لثانية واحدة ، هو ينام ويقوم على حبها التي لا يقارن بثمن ، حب عاش بداخله وسافر في دمه . فالفن إحساس قبل ان يكون صوت شجي يخرج من القلب ليصل الى القلب .
والتقى بمعظم الفنانين اليمنيين العمالقة والشباب ، التقي في تعز ب احمد حيدر ، محمد صالح ، والرداعي ، قاسم ناجي علوان، وفي صنعاء ب احمد الحبيشي ، فؤاد الكبسي ، المرحوم مرشد ناجي ، المرحوم فيصل علوي ، جميلة سعد وفي دول الخليج ب احمد فتحي وأبتنه بلقيس ، أمل كعدل ، سحر ، كامليا ، نشوة ، عبد الخالق غالب ، كرامه مرسال . كما التقى بنجم الكوميدية المعروف بدحباش الفنان ادم سيف .
وبعد إكماله المرحلة الثانوية طار إلى مملكة البحرين الشقيقة التي يحمل جنسيتها الآن . وهناك أكمل مشواره الغنائي . وهو يعمل حاليا ومنذ سنوات في الفرقة البحرينية مع إبراهيم مسعد ومحمد البلوشي.
حمل فناننا الطيري رسالة التراث اليمني والأغاني اليمنية إلى الدول العربية والأجنبية . واحي العديد من الحفلات الغنائية .
على الرغم من إقامته في دولة جوار شقيقة إلا أن مشاعره كله في اليمن فهو يعشق ارض اليمن حتى النخاع . هو إنسان يسكنه الوطن . كان يبكي بحرقة على كل الظروف السيئة التي تمر بها اليمن الآن ومنذ 2011 فهو إنسان حساس قبل ان يكن فنانا . هو يعيش الآن خارج اليمن ولكنه مجموعة إنسان تحاصره الذكريات ، ذكريات الطفولة والشباب ولم ينسى ولو للحظة واحدة أشخاص تركوا بصمة قوية في بداية مشواره الفني مثل المرحوم احمد شرف الدين والشيخ عبد الله الشرعبي وعائلة هايل سعيد انعم وعلى رأسهم محافظ تعز شوقي هايل الذي يطمئن عليهم بين الحين والأخر ويقدم لهم المساعدات المعنوية والاستشارات .
سبعه وعشرون عاما من بداية العطاء الفني في مملكة البحرين ، غنى خلال هذه الفترة للوطن ، للحب ، لأرض ولد وعاش فيها أجمل ذكرياته .
فناننا الطيري تنفس الوطن وسكنه وعاش بداخله واستوطنه
كما أن الطيري هو صاحب واجب فهو يحمل في جوفه قلبا ينبض بالعطاء والجود والكرم وتجلى ذلك في حبه للفقراء والمساكين وبكائه لأجلهم . ومساعدة الدائمة لهم . فهو إنسان يحب الخير ومساعدة كل من يحتاج إليه . يترقب ذلك اليوم الذي سوف يعود فيه إلى اليمن ويدعو لها في سجوده والقيام بان تنعم اليمن بالأمن والاستقرار .
وناشد فناننا الطيري الجهات المعنية بالاهتمام بالمبدعين والفنانين والإعلاميين في اليمن ، لان هؤلاء هم الثروة الحقيقية لبلد الحكمة والإيمان . وناشد أيضا بالحفاظ على التراث اليمني من الضياع . ويستغرب عندما يمرض فنان أو إعلامي ولا تمد لهم الجهات المعنية كالثقافة والإعلام يد المساعدة وفنان أخر أو إعلامي يموت ولا يجد ثمن العلاج . هذا بالإضافة إلى أن الوضع المادي للمبدع اليمني إعلامي كان أو فنان أو ممثل كما يقول الفنان الطيري صعب جدا وراتبه لا يكفي قوت يومه . ويوجه رسالة عاجلة إلى الجهات المعنية بتحسين ظروف هؤلاء المبدعين . كما يناشد محافظ تعز الأستاذ شوقي هايل أن يساعد الشباب العاطلين في منطقة الجحملية السفلى مسقط رأسه . و يناشد الجهات المعنية أن يكون هناك بنك استثماري للمغتربين بحيث يتم تعامل المغتربين عن طريق البنك مباشرة بدون تدخل من قبل الحكومة .
كما أنه يشكر سفارة اليمن في البحرين نظرا لاهتمامها الدائم باليمنيين وبالفنانين والمبدعين، وهذا ليس بغريب على مملكة البحرين والشعب البحريني الشقيق الطيب شعب الكرم والجود والذين دائما يحبون ويقدرون أهليهم اليمنيين في البحرين .
في ختام هذه السطور تتشبه البداية النهاية ، وفناننا حياته بدايته ونهايته كلها فن جميل وصوت شجي لتوصيل الأغاني اليمنية إلى ابعد مدى كما أني لم استطع نسيان جملة أخذت تتردد في ذاكرتي ، التي اسمعها لأول مرة من فناننا اليمني البحريني سعد الطيري ولكن تركت بنفسي انطباع غريب وفي نفس الوقت انطباع حقيقي وللأسف الشديد ، و هذه الجملة هي ( الفقر في الوطن غربة ، والغنى في الغربة وطن ) .
لـ فناننا ، الإنسان ، العنوان ، الوطن ، تحية إجلال وإكرام .
ألف أغنية وأغنية ، دمت سالما وطنيا ومخلصا والى الأبد ، ومن نجاح إلى نجاح ممن يتفانون في نشر الأغنية والتراث اليمني الى محبيه وعشاقة .
|