صنعاء نيوز /فيصل الصوفي -
ما يُحضر لمحافظة حضرموت يوم الجمعة أمر بالغ الخطورة، ونتمنى أن تؤدي جهود الرئيس هادي لدرء الخطر.. لكن أين الحكومة؟ يفترض أن تكون موجودة في حضرموت، فعندما ترى قوى سياسية واجتماعية تحضِّر بجدية لإسقاط المحافظة، فأقل ما يتوجب عليها هو الانتقال إلى هناك لإيقاف تداعيات مقتل الشيخ سعد بن حبريش، واتخاذ تدابير كفيلة بإحباط مشروع إسقاط حضرموت، كيف يبكي باسندوة لأتفه سبب، أو بلا سبب، ولا تخرج من مقلته دمعة على حضرموت المهددة؟
إن مقتل الشيخ سعد لا يعطي لتلك القوى الحق في إخراج حضرموت من كنف الدولة اليمنية، وهذا ما ينبغي أن تسمعه تلك القوى من الحكومة.. هذا إذا كان تصرف تلك القوى رد فعل تلقائي على مقتل الشيخ، أما إذا كانت الحكومة تعرف شيئا آخر، مثل استغلال مقتل الشيخ لتنفيذ المشروع القديم حول حضرموت، فإن من واجب الحكومة أن تساند الرئيس، وتقوم بأمور أخرى فعاله غير الكلام.
لقد حاول جنود نقطة أمنية منع الشيخ بن حبريش ومرافقيه من دخول سيئون بأسلحتهم، فتطور الأمر إلى اشتباك مسلح، وقتل الشيخ واثنان من مرافقيه، وجرح جنديان، كما تقول الرواية الرسمية المعدلة.. وليس في القضية تحقيق، وكان يتعين إجراء تحقيق لمعرفة ما حدث بالضبط، وإذا تبين أن الجنود أساءوا استخدام صلاحياتهم القانونية، يحالون إلى القضاء، ومن حق أسر الضحايا على الحكومة الحصول على التعويض، إذا تأكد للنيابة والمحكمة أن الشيخ ومرافقيه ضحايا سوء استخدام السلطة.. ولخطورة ما حدث كان يتعين أيضا مباشرة تلك التدابير فورا، وإعطاء القضية صفة الاستعجال، لكن ذلك لم يتم، وظلت الحكومة تتابع أخبار التداعيات مثلها مثل أي مواطن غير معني بالقضية التي تطورت إلى تحركات عملية مكثفة من أجل إسقاط حضرموت، وانتقلت هذه العدوى إلى شيوة.
لقد تابعت في قناة عدن لايف وغيرها، أخبار ومشاهد التحضير للهبة الشعبية التي تهدف إلى سيطرة القبائل على حضرموت بعد طرد الحكومة، وبدا لنا أن القوم جادون في ذلك، ولا يأبهون بالحكومة، ولا يفكرون بالعواقب.. وهذا أكبر تحد أمام الرئيس، في وقت يواصل ممثلو الجنوب الانسحاب من مؤتمر الحوار، وفي وقت تمر فيه البلاد بأسوأ مراحلها على الإطلاق في شتى النواحي والمناحي.. إرهاب، واختلالات أمنية، وحروب قبلية ومذهبية، وتخريب متواصل للبنى التحتية، في ظل غياب دور الحكومة، وخذلانها الواضح لرئيس الجمهورية.
*اليمن اليوم