صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -
مع وافر التحذير..!! عندما تشتعل الفتنة في السوق فإن بائع الفخار يسارع إلى أبعاد أوانيه عن أقدام المتصارعين.. غير أننا في اليمن لم نستفد مما حدث وما يحدث حولنا في إصرار على تجريب كل خطر حتى النهاية، ولا من يتعظ بغيره فأين نحن من واقعية بائع الفخار..
• في الماضي غير البعيد لم نستفد مما جرى في الصومال وأفغانستان والعراق، وفي الحاضر الجديد لا نريد أن نتعلم من سوريا وليبيا ولا من السودان فهل من رغبة في تحليل الأنباء القادمة من السودان، وهل من جاهزية للقراءة.. ؟ • حقق الجنوبيون الانفصال عن السودان وسط مخاوف من أن يحترب الجنوب مع الشمال بعد الانفصال فإذا بالمعارك الطاحنة تنشب بين فصائل جيش جنوب السودان نفسه، وها هي أعمال العنف ترفض التوقف فيما استمر السودان الأم في ذات أوجاعه مع دارفور وغيرها.. • وكالعادة أمرت السفارة الأمريكية طاقمها غير الأساسي بمغادرة جنوب السودان وعلقت أنشطتها وغادر معظم طاقمها الأساسي حيث ليس بعد تهديم البيت بمخططات التمزيق سوى الوقوف على تلها.
• تباكى أوباما على جنوب السودان وأعلن أنه صار بعد انفصاله على شفير هاوية، في إشارة إلى التوازن بين القوى المتناحرة كدليل على حضور المعطى الخارجي ابتداء بفصل الجنوب عن الشمال ثم رعاية احتراب الجنوب مع الجنوب.
• مشكلة العرب والأفارقة أنهم انبهروا وما يزالون بقدرة الأمريكيين على استبدال الجمهوري بالديمقراطي والعكس دونما تحليل للصورة كاملة رغم أن المستتر الواضح أخطر من المعلن الفاضح.. فقد جاء الأمريكيون برئيس أسود.. عصامي عانى في حياته، ويعرف الكثير عن العنصرية والظلم لكنه التزم بموجهات مؤسسات أبقت فلسطين هي نفسها في عهد الجمهوريين والديمقراطيين.. لا فرق بين الرئيس الأبيض والأسود، فيما تمزيق الدول المتخلفة على أشده ،هكذا هو الأمريكي يرعى استدعاء الفوضى والتمزيق ويستدعي التوحش قبل أن يطلب من رعاياه المغادرة.
• الرابط الموضوعي أننا في محيط جغرافي متخلف يراد له أن يتبعثر ويحترب.. ولا عزاء لمن حلموا بأن يكون السودان سلة غذاء عربي بما فيه من الأنهار والخصوبة والقوة البشرية والنفطية والثروة الحيوانية الممتدة من الأغنام إلى الأفيال إلى وحيد القرن.
• في اليمن أيضاً.. الحجج لتبرير إعادة التجزيء تتوالد والسحرة كثيرون..هذا يتحدث عن فك الارتباط وذاك يخاتل ويؤجل التراجع مكتفياً بالإقليمين، وثالث ينفخ في المواجهات، وكأن اليمن لم يعد يتسع لأبنائه..
• هذا الحال يفرض على ما بقي من عقول سرعة التسليم بأن أكبر تغيير وأهم ثورة هو الإبقاء على الدولة الوطنية وتصحيح ما هو فاسد بعيداً عن استدعاء تجربة انفصال جنوب السودان واحتراب جنوبه مع جنوبه.. والبقية تأتي. |