صنعاء نيوز / عبدالله الحضرمي -
من اللياقة إنصاف مرحلة زمنية من مسيرة السيد جمال بنعمر الوفاقية في اليمن، كان فيها مندوبا دوليا منصفا، مهمته رأب الصدع بين القوى السياسية. حط (بنعمر) رحاله في اليمن في أبريل العام 2011م، واتسم أداؤه خلال الثلاثة الأشهر الأولى بالحيادية والإنصاف، وهي الفترة التي يمكن أن يقال له فيها (أحسنت)، ليخوض فصلا آخر من ذات العام، وبحياد بدأت تظهر عليه شوائب، وخلال الفصل الأخير من العام 2011م، كان المبعوث الأممي قد حزم أمره على مغادرة منطقة المسافة المتساوية من كافة الأطراف، ليتبوأ دور الرئيس التنفيذي لتكتل المشترك وشركائه.. يتبنى صراعاته ويمضغ ثومه. وعوضا عن لعب دوره الأممي والطبيعي في إنهاء الأزمة السياسية، ظل واحدا من نافخي كيرها ومتصدرا المطالبة بتمديدها، وبذريعة التمديد لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الذي هو في غنى عن دغدغة الانتهازيين والمتسلقين.
أصبح بنعمر واحدا من طابور يصطف فيه أولاد الأحمر وأحزاب المشترك، يلهجون بتمديد غايته استنزاف خيرات اليمن إلى خزائنهم، والاستيلاء على مؤسسات الدولة عبر البيع والارتهان واستكمال الانقضاض على مؤسستي الجيش والأمن.
وفي الواقع لا يحتاج رئيس الجمهورية إلى تمديد يصحبه ويتبعه منٌ وأذى وابتزاز، وهو في غنى عن أن يسمح لمن يناصبونه العداء، ناصريين وإخواناً واشتراكيين وخارجين آخرين على القانون، الزعم الأجوف بإسدائهم عليه أياد بيضاء، فإنما هي أغلال وقيود.
جاء عبدربه منصور إلى رأس هرم الدولة من رأس الهرم نفسه، ليس غريبا عن الموقع، فقد شغل على مدى أربعة عشر عاما منصب نائب الرئيس في هرم السلطة والحزب، وكان له حضور فاعل ودور محوري، الى جانب رفيق دربه الرئيس علي عبدالله صالح، في إدارة البلد، وبصلاحيات كاملة غير منقوصة في صناعة القرار، عكس ما تتشدق به كائنات التسلق والزحف، التي تحاول عبثا الإيقاع بين هذين الطودين اللذين تربطهما علاقات تاريخية، وعمر طويل من الرفقة الشخصية، والنضال المشترك، في بناء اليمن، ولا شك أن الاندساس في متانة تلك العلاقة إنما هو عمل من قبيل الحرث في البحر.
إن أراد الرئيس تمديدا لولايته، فالشعب هو من سوف يمدد له، وهو الذي يملك وليس أولاد الأحمر أو تنظيم (الإخوان) ومن لف لفهم، ناصريا كان أم اشتراكيا. ولدى رئيس الجمهورية حزب كبير تتداعى أمامه بقية القوى، وتتراءى طفيليات بائسة.
وقف المؤتمر ورئيسه مع الرئيس هادي في انتخابات فبراير، وسيقفان معه سندا ودرعا، ليس منة كما هو حال الآخرين، بل لأن المؤتمر الشعبي هو بيت رئيس الجمهورية وحزبه، ومحاولة إبعاده عن بيته أوهام تعشش في الرؤوس الخاوية.
*افتتاحة اليمن اليوم