صنعاء نيوز/أحمد غراب -
ما أجمل نشيد وطني " رددي أيتها الدنيا نشيدي " ، وما أقسى واقع وطني الذي يقول " متني أيتها الدنيا عصيدي " ! وفي المثل اليمني يقال " عصيدك متنها " ، والأمور اعتصدت في البلاد حتى اصبح الوضع السياسي والاقتصادي اشبه بـ " عصيد في جمنة " إلى درجة ان السفينة التي أبحرنا عليها تاهت في بحر من حلبة و لم تصل إلى شط اليمن السعيد بل تاهت في اليمن العصيد.
وكما قال الشاعر اليماني عصيد نأكلها وعصيد تأكلنا وعصيد يكفينا الله شرها فأما العصيد التي نأكلها فهي عصيد الطعام من قمح أو ذرة أو دخن ، وأما العصيد التي تأكلنا فهي عصيد السياسة وصراعاتها ، وأما العصيد التي نسأل الله ان يكفينا شرها فهي عصيد الاختلاف والتفرق فكل يعصد على شاكلته
وكل يرفع شعار:
ألا لا يعصدن أحد علينا .. فنعصد فوق عصد العاصدينا وآخرون يعصدون في اليمن ولسان حالهم :" أني أرى عصيدا وقد اعتصدت وحان وقت عصدها وإني لعاصدها ..".
كيف تعصد وطن في خمس دقيقي:
تسألني ما اسم الكريم ؟
تسألني من أي اقليم ؟
تقول لي كن أخي فأتذكر هابيل وقابيل ؟
تقول لي تعوذ من الشيطان الرجيم
اتخيل مواطنا يلتقي مع مواطن مثله فيستعيذ منه بدلا من أن يتعوذ كلاهما من الشيطان الرجيم.
تطلب مني أن أغني لك أغنية لعبدالحليم
حاضر أيها الرجل العظيم
أتذكر لعبدالحليم أغنية يقول فها " معصود .. معصود معايا بالعذاب يا قلبي معصود .. ".
ماذا تحفظ من الأغاني الشعبية اليمنية ؟
لم أعد أتذكر أغنية أو لحنا أو ابتسامة السياسة وصراعاتها مسحت من ذاكرتي كل شيء، هي أغنية واحدة تبقت في ذاكرتي تقول كلماتها " يارب من له عصيد لا تحرمه من عصيدة ".
أيها الشعب المعصود إلى متى ستظل تغني موعود وقد كذبت كل الوعود ؟!
الإخوة العاصدون والعاصدات كل يروح يعصد في بيته وكفاكم عصدا لليمن.
وقديما قيل لنا أننا شعب " عرطة " واتضح اليوم أننا شعب " عصدة " وهو الشعب المخصوص بالعصد وياليتهم على قدر عصدهم للشعب يبلون ريقه ولو بقطرة " مرق " واحدة .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين