صنعاء نيوز/محمد عبده العبسي -
كمن يعالج الزكام بجدع الأنف؛ أو من يعالج الروماتيزم بأدوية السرطان. هذا ما ستفعله وثيقة الفيدرالية بالضبط.
المشكلة ليست في شكل الدولة وليست في دستورها. المشكلة كانت في الإدارة السيئة لعلي عبدالله صالح. وإلا فعلام قامت الثورة على صالح إن كانت المشكلةتكمن في شكل الدولة ودستورها وليس في طريقة إدراتها! فإن كانت الثورة إنما قامت من أجل صياغة دستور جديد وتقسيم واختراع أقاليم، فعليكم الاعتذار لأرواح الشهداء أيها الدجالون الذين ضحيتم بهم في مذبح الوصول للسلطة والذين كذبتم عليهم بتصوير صالح على أنه رأس كل مشاكل اليمن.. هو بشخصه في حين كانت المشكلة في شكل الدولة ودستورها حسبما أفضت إليه طبخة الموفمبيك السيئة!
فبدلا عن تطبيق نظام البصمة داخل القوات المسلحة والأمن؛ وإسقاط آلالاف الأسماء الوهمية ومرافقي المشائخ ومراكز القوى فر الرئيس هادي والحكومة ومبعوث العناية الشيطانية جمال بن عمر إلى الهيكلة لتصفية حسابات انتقامية مع طرف قوي في القوات المسلحة.. هو الحرس الجمهوري ووحداته والقوات الخاصة. وكانت النتيجة لم تستخدم قنبلة غازية مسيلة للدموع واحدة في مجمع العرضي وكان وحداتها تحولت إلى قبائل أو وحدات بشمركة!
وبدلا عن دولة المواطنة المتساوية ومواجهة مراكز القوى وناهبي ثروات الجنوب خاصة؛ ها هم يفرون إلى الفيدرالية التي كان أول مباركيها؛ والمتحمسين لها: ناهبي الثروات في الشمال والجنوب على حد سواء.
سيقولون هل توجد دولة في اليمن أصلاً؟
سيقولون هل تريدون ان يصطدم هادي بكل مراكز القوى؟
اقول لهم: نعم يا دجالون. كل قرار بعد إقالة احمد علي وعلي محسن ممكن
"ومزقناه كل ممزق" كأنما كتب على اليمن أن تمزق؛ كما تصف هذه الآية القرانية؛ منذ دولة سبأ وحتى دولة حكام المبادرة الخليجية!
يا إلهي: لماذا نحن اليمنيون شعب وبلد عاثر الحظ وممزق؟