صنعاء نيوز/بقلم / رياض صريم -
لم يعد بقدوري أن أتلمس الأشياء المفقودة أمامي ، ولا حتى تلمس الأرواح التي تراوغ أحلامي
لم أعد أتمكن من قرائتي جيداً كشفرة دافنشي أتلاشى أكثر نحو الغموض ، وأتجسد في هيئة مقطوعة مملة .
لست بذلك الكم من الحزن على المستقبل المرهون بمستوى ذكائي أو ماديتي أو حتى برائتي بقدر ذلك الوجع الذي رسمته لذاتي مع كل التوحش الذي يحيط بي .
لا أدري حقيقة ماهو الشيء الذي افتقدته منذ فترة طويلة حتى فقدت كل أصابع الأمل المتراصفة أمامي ، لم أدرك وحسب حجم ذلك القلب الذي أحمله حين أصبت بعلة طردت كل الطموحات القابعة في دهاليزه .
لم أدرك كيف يمكن لي أن أكتب دون أن أعصر كل قواي من تلخيص تنهداتي المستمرة ، مازلت أتذكر الأشياء الجميلة التي قتلتها بيدي فلم أعد أكثر نزاهة من غباء القبيلة ونافذي الأراضي لأنني قتلت الكثير من السفر والأصدقاء والأمنيات ، قتلت الكثير من المحاولات الانتهازية ، وقتلت فرصة التحول إلى متملق ملعون يجيد فن التزييف كي يعيش برخاء .
لا أدري لماذا أكتب الآن ولمن وكيف ؟
ولا يهمني كل هذا بقدر ما يهمني أن أدفن كل ما يحتويني في وطن صالح لدفن الأشياء الجميلة بدون دماء .
رأسي الصغير يتضخم بكل هذه التساؤلات التي تمارس وحشيتها عليه ، وتبحث عن بقاياي كي تفتك بها ، لم أدرك قيمة ذلك القلب الذي عبث بابتساماتي كل مساء ثم ذهب يحملني جثة هامدة بداخله.
أتوقع تماماً أنني هنا انتهيت بين بقايا الأصدقاء وتوجسات الناس من حولي مثقلاً بالشكوك التي تساورني أنهم يشفقون على مواهبي التي لم أمتلكها كثيراً .
وأتوقيع أيضاً أنهم يعزفون لحن القبح على خطواتي التي يتابعونها فقط لأنني مجرد مشرد فكري يبحث عن الحقيقة التي لا وجود لها .
مشرد أبحث عن وطني الذي لم أجده بعد ، وأبحث عن مستقبل قتلته بيدي حين صفقت لصعاليك الحاضر. |