صنعاء نيوز/رضيه المتوكل -
جرأة جمال بن عمر في اللعب بمصير اليمن والقفز به خطوات غير مدروسة في الهواء لم تأت من فراغ .. أنا شاهدت بنفسي كيف تنبطح القوى السياسية ومن توفر من المستقلين والمستقلات أمامه بما يمثله من عصا أو جزرة دولية .. شيء ما يشبه " أنت ربنا الأعلى " ، حتى من يتمنع عليه قليلاً ويجرب أن يمثل دور المتمرد يعود إلى حظيرته بسرعة لأن أحداً منهم لا يملك أصلاً مشروعاً حقيقياً يصمد من أجله، المسألة برمتها هي مجموعة من المراوغات وهو يجيد التعامل مع المراوغات لأنها تشبهه ، هو أيضاً لا يملك مشروعاً حقيقياً ليستغل هذا الانبطاح أمامه من أجل السير فيه ، ولا يجد دافعاً أخلاقياً لاحترام بلد لا يحترمه أبناؤه ولا توجد فيه قوة سياسية أو مدنية واحدة تحمل مشروعاً وطنياً.
بن عمر يمسك الورقة والقلم ، ويشخبط فيها .. في هذا التاريخ سيكون كذا .. وهنا سيكون كذا .. وفي هذا المكان سيكون كذا .. يفعل ذلك بثقة وقوة ليس لأنه مبعوث أممي فقط ، ولكن لأن لا أحد غيره يتعب نفسه حتى بالشخبطة .. القوى السياسية تنتظر شخبطة بن عمر لتقبل أو ترفض أو تتفاوض على أساسها ، فكيف نتوقع بعدها أن يشعر هذا الرجل بالهيبة تجاه أي مشروع يقدمه لحل المشكلة في اليمن ؟ هو يرى عملياً أنه أكثر من يعمل في هذا البلد .. هو أكثر شخص يمسك بالقلم ويغزو بياض الصفحة بشخبطاته التي تصبح في لمح البصر وكأنها حقائق لا شيء دونها يستحق الجدل.
والآن بعد شخبطته الأخيرة حول الأقاليم أصبح الأمر أكثر صعوبة لجر النقاش نحو التهيئة ودولة النظام والقانون .. الفارق بين المستويين ليس سوى شخبطة.. شخبطة فقط !
( وتلح على أذني هنا أغنية نانسي عجرم : شخبط شخابيط ، لخبط لخابيط ، مسك الألوان ورسم على الحيط .. ). |