– شيرين صبحي - قبل أن تصبح من دروايش الفشل
عبر استعراض قصص كثير من الناجحين يأخذنا الكاتب الصحفي الشاب مصطفى فتحي في كتابه "ما تيجي ننجح.. كلام شبابي عن النجاح والإيجابية"، كي نضع أيدينا على مفاتيح النجاح والرقي، ويخبرنا أن التميز في هذه الحياة ممكن بشرط أن نفعل ما يجب علينا فعله.
يرى المؤلف أن النجاح هو "سلم" يمكن للجميع الصعود عليه، فالموضوع ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، ولكن عليك بمعرفة نقاط ضعفك وتحاول جاهدا التخلص منها، وفي نفس الوقت تدرك جيدا نقاط قوتك وتحاول بكل الطرق المحافظة عليها وتنميتها. مؤكدا أن الخوف من أي محاولة جديدة هو أول طريق الفشل، ولتتغلب على ذلك يجب أن تحاول دائما وتجرب وتجرب.
ويحث القارئ على حب النفس حتى وإن كنت فاشلا! مشيرا إلى أن حب الذات ليس شيئا سيئا، بل على العكس تماما حبك لنفسك يساعدك بشكل أساسي على أن تكون إنسانا ناجحا متميزا، وحبك لنفسك هو الذي سيجعلك "تتعشم" الخير كله في الغد، حتى ولو كان "العواجيز" يسيطرون على البلد، فزمانهم يوشك على الانتهاء ليبدأ زمنك أنت.
حبك لنفسك سيجعلك تحافظ عليها وتحترمها، وتسعى بكل السبل للارتقاء بها، وتوفير كل فرص النجاح والإبداع لها. ويقول مصطفى فتحي أن جزء مهم من نجاحنا يعتمد على قدرتنا على رؤية أنفسنا بمنظار إيجابي.
وينصح المؤلف بعدم النظر إلى الفشل على إنه فشل.. عود نفسك على النظر لأي موقف فشل في حياتك على أنه تجربة جديدة ستفيدك بالتأكيد، أو مطب ظهر فجأة ولابد لك أن تجتازه لتكمل الطريق وتلحق بمواعيدك.
وإذا صادفت عدم توفيق في حياتك فلا تتسرع وتصنف نفسك تلقائيا في خانة الفاشلين، فالعبارات التي تستخدمها في حياتك قد تتحول لحقيقة، وإلحاحك على التمسح بأعتاب الفشل سوف يؤدي بك في النهاية لأن تصبح من دراويشه ومدمنيه.
شويتين إبداع!
يقول مؤلف الكتاب أن كل شخص ناجح هو مبدع، وكل مبدع هو شخص ناجح، مؤكدا أن كل إنسان هو مبدع بطبيعته، فلا يوجد أحد عاطل عن الموهبة أو لا يمتلك شيئا يمكن أن يتميز فيه ويبهر به من حوله، لكن يوجد فقط إنسان لا يعرف ما هو بارع فيه بالفعل لأنه لا يحاول أن يعرف أي شيء عن نفسه من قبل.
ويتحدث المؤلف عن اجتيازه لدورة تدريبية في التنمية البشرية والتي دفعته لعمل محاكمة لماضيه ووضع حياته تحت الميكروسكوب، ويعرض على القارئ ما بدأ في تنفيذه من أفكار قد تكون بسيطة لكنها ساعدته على التغيير، فيقول:
- قمت بشراء كاميرا ديجيتال وبدات أجرب بشكل عفوي التصوير وخطوة خطوة وصلت لمستوى أهلني للمشاركة في المسابقة السنوية لساقية عبد المنعم الصاوي.
- بدأت أمارس رياضة المشي في الصباح الباكر متأملا الطبيعة من حولي.
- أصبحت أعرف قيمة التخيل، أجلس مع نفسي في نهاية اليوم وقبل النوم أغمض عيني وأتخيل كل شيء.
- شاركت زملائي في المجلة في عمل يوم خاص للطبخ! دخلنا جميعا المطبخ وجربنا معا صنع العديد من الأطباق.
- تبادلت عملي مع زميل آخر ليوم واحد فقط.
- بدأت في قراءة كتب ومجلات لم تكن تستهويني من قبل.
- غيرت الطريق الذي أذهب من خلاله لمقر عملي.
- حاولت أن أصنع بنفسي مكتبة خشبية لكتبي.
- أصبحت أنتبه للأفكار الصغيرة ولا أتعامل معها بنفس الإهمال السابق.
- بدأت في قراءة قصص ومواقف عن الإبداع والمبدعين.
- صرت أفترض أن كل شيء ممكن.
ويقول أن باستطاعتك أن تحدث تغييرا في حياتك عن طريق التركيز على ما تريد أن تصل إليه وتريد أن تضيفه لرصيدك في هذه الحياة، وإذا لم تجد شخصا يشجعك على النجاح، فشجع نفسك بنفسك، إذا لم تجد من يؤمن بك فآمن أنت بنفسك.. أن يكون لديك "هدف" تتمنى أن يأتي اليوم الذي تجلس فيه معه، لتشرب شايك الصباحي وتصافحه وتتذكر كم تعبتما حتى فاز كل منكما بالآخر في النهاية.
لا للأفكار السلبية
"مش هينفع".. "مافيش فايدة".. "أكيد مش هقدر".. "مستحيل ده يحصل"، يتساءل المؤلف لماذا تستخدم تلك الجمل السلبية، ولماذا هي موجودة أصلا في قاموس حياتك؟ مؤكدا أنك عندما تمر بموقف وتردد في نفسك مثل هذه الجمل المهزومة، فإنك بدون أن تدري تشحن الإرادة بداخلك بالسلبية والتخاذل.
فعندما تقول "لن أستطيع".. فأنت في الغالب "لن تستطيع" لأنك قد نزلت أرض الملعب وأنت مهزوم قبل أن تبدأ المباراة.
ويؤكد فتحي أنه كلما فكرت في النجاح كنت أكثر قدرة على تحقيق كل أحلامك، وهذا ما يؤكده علماء النفس، وأن كل شيء في الحياة يمكننا بإذن الله تحقيقه إذا فكرنا بشكل إيجابي ودعمنا ذلك بخطوات إيجابية، مذكرا بحديث الرسول (ص) "تفاءلوا بالخير تجدوه".
احلم بدون حدود، فلو حددت حلمك وعرفته فمعنى ذلك أنك تملك هدفا واضحا، ولو استطعت أن تحدد حلمك فأنت بذلك تضمن وجودك على أول درجة من سلم النجاح، وإذا أردت أن تنجز شيئا مهما فعليك بالتركيز فيه واستيعابه ولا تدع أي شيء أو شخص يبعدك عنه.. والتركيز يحتاج لتعود وممارسة وتكرار، ولكي تستفيد من أفكارك الإيجابية عليك بنسف كل أفكارك السلبية القديمة.
ولكي تدرب نفسك على الإيجابية عليك أولا بتحد أفكارك السلبية، وأن تفكر دائما في الجانب المشرق من القمر بمعنى أن تنظر لكل تجاربك حتى الفاشلة على أنها خبرات مفيدة ستجعلك أكثر صلابة وحكمة في تقييم الأمور.
حاول أن تعود نفسك على تغيير الأماكن من حين لآخر بحيث لا تعتاد على نمط معين للحياة، وبحيث تعيد شحن بطاريات الروح بالجمال والتغيير من حين لآخر.
تحد نفسك بان تحاول دائما أن تدخل سباقا بينك وبين ذاتك لكي تكتشف طاقاتك الدفينة، وتحاصر منذ البداية عوامل اليأس والكسل بداخلك.
ثقافة الحلم
خيالك سر نجاحك فلا تظن أن الخيال شيئا غير ذا قيمة كما ينظر إليه البعض، بل هو القيمة كلها وطريقك الحقيقي لتحقيق كل أحلامك، وكل شيء عظيم في الحياة كان خيالا في البداية سعى أصحابه لتحويله إلى حقيقة.
فمثلا عندما تواجه موقفا عصيبا في حياتك، فحاول أن تهدأ أولا ثم تعامل معه بخيالك في البداية بعيدا عن الواقع، فكر في كل الحلول غير المنطقية وغير المطروقة، وتصور ردود أفعال ربما لا يمكن أن تحدث، ومن يدري؟ ربما تجد في النهاية أن هذا هو الحل الوحيد الذي سيحل كل شيء.
ويحكي لنا مؤلف الكتاب عن موقف لأحد أصدقائه يعمل في جراج ويعيش في غرفة جانبية مع ابن عمه في نفس الجراج، وفي يوم ممطر اكتشفا أن الأمطار تهطل عليهما من سقف الغرفة كالسيل.
صديق الكاتب أخذ يضحك ويقول "كان يوما مضحكا جدا، ظللت أضحك طول الليل، وأحاول الاحتماء من الأمطار، لن أنسى هذا اليوم بسهولة".
أما ابن عمه فحكي نفس الموقف ولكن من زاوية مختلفة فقال "كان أصعب يوم في حياتي، شعرت فيه بالعجز، وأخذت أبكي من الذل الذي وجدت نفسي فيه".
الأول نظر للموقف بشكل ناضج، فوجد في موقف الأمطار مغامرة وتجربة جديدة، واستخدم خياله في تحويل الموقف إلى شيء مضحك.
على العكس تماما فإن ابن عمه لم يجد في الموقف إلا الحزن والغضب وتقديم كشف حساب للقدر!
لا تحلم بمفردك، فجميل أن يشاركك في حلمك أكثر من شخص، مثلما فعل مبتكر توم وجيري عندما بحث عن شريك لحلمه، فحاول دائما أن تشرك أصدقاءك وأسرتك فيما تحلم به.
أبحث عن الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا أعضاء معك في فريق واحد، وفي نفس الوقت ابتعد تماما عن الأشخاص الذين قد يصيبونك بالإحباط، فهؤلاء لن يفعلوا لك أكثر من إعادتك للوراء، فلا تضيع وقتك في إقناعهم بأنك تستطيع أن تحقق ما تحلم به، بل أقنعهم بقدرتك على تحقيق ما تؤمن به بتحقيقه فعلا، وكافح من أجل اقتناص التفوق والريادة في كل ما تقوم به.
|