صنعاء نيوز/عبدالكريم الرازحي -
كل هذه الحروب، وهذه الجرائم والمذابح والفتن، والأمراض المتفشية في طول وعرض البلاد تشير إلى وجود ميكروب خطير وفيروس خبيث تسلل إلى جسم مجتمعنا، وتدل كذلك على أن هناك من يحقن اليمنيين بهذا النوع من الجراثيم والفيروسات. فيروسات كثيرة هددت وتهدد جسم مجتمعنا، وجسد وطننا، وحياة شعبنا لكن أخطر هذه الفيروسات وأكثرها فتكاً هو فيروس الكراهية. ولو أن -طبيباً أو ممرّضاً- على سبيل المثال، أخطأ وحقن مريضه بفيروس الإيدز فإن القيامة سوف تقوم على هذا الطبيب وستجد الكل يبادر للعنه وشتمه وتجريمه. أما لو أن آخر –فرداً كان أو حزباً أو جماعة– حقن شاباً بريئاً ومسالماً بفيروس الكراهية، وحوله من بني آدم إلى بهيمة، ومن إنسان إلى أداة للقتل فإن الأمر يختلف. ما يدهشني هذه الأيام ويثير عندي غريزة طرح الأسئلة هو هذا الوباء وهذا الطاعون: وباء العداوات..وطاعون الكراهية. من أين؟ ومن أي الجهات يأتي هذا الوباء وهذا الطاعون؟ ومن هو المستفيد من حقن وشحن اليمنيين بفيروس الكراهية؟ الكل اليوم في اليمن يكره ويلعن ويدين ويشتم ويخوّن ويكفر الكل. الكل يعتقد جازماً أن الكراهية هي أقصر الطرق للخروج من النفق المظلم. والكل يحقن الآخر بالكراهية. تدخل اليوم مسجداً لتصلي وتخرج وقد حُقنت بالكراهية. تدخل حزباً أو تلتحق بجماعة وتجد نفسك محقوناً ومشحوناً بالكراهية. في المدرسه، في الكلية، وحتى في مجلس المقيل تجد أكثر من شخص يبادر ويتطوع ليعلمك ألف باء الكراهية. تقرأ الجرائد الحزبية وغير الحزبية وتتابع الإعلام الرسمي والحزبي وتكتشف أن القاسم المشترك الذي يوحد اليمنيين هو كراهيتهم لبعضهم البعض. الكل يحقنك بفيروس كراهيته، والكل يطلب منك أن تكره عدوه.. ولو صادف أنك من النوع الذي لا يكره، أو من صنف تخطّى الكراهية بكافة أشكالها وصورها فإنك تصبح مكروهاً من الجميع.