د. فايز أبو شمالة -
أفهم معاني قلق الإسرائيليين على مصير السيد عباس، وتحذيرهم في أكثر من مناسبة، وعلى لسان أكثر من مسئول، بأن الأوضاع الفلسطينية ستنجرف إلى التطرف في غياب السلطة، وقد سمعت بأم أذني "بن أليعيزر" في لقاء مع لإذاعة العبرية يقول: إن انهيار السلطة الفلسطينية يمثل كارثة لإسرائيل. ولكن كيف يفهم الفلسطيني اهتمام السلطة الفلسطينية بسلامة القيادة الإسرائيلية، والتفكير في كيفية إنقاذ "نتانياهو". هذا الكلام ورد في الإذاعة العبرية "ريشت بيت" صباح يوم الاثنين، ونقل باللغة العربية للتأكيد، قبل أن يترجم إلى اللغة العبرية، وجاء بصوت السيد سلطان أبو العنين، الذي عبر عن تقديره للوضع الصعب الذي يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية "نتانياهو" وأبدى المسئول الفلسطيني تفهمه لحجم الضغوط الواقعة عليه من المتشددين المتدينين، ويعبر الزعيم الفلسطيني عن أمنياته بأن ينتصر السيد "نتانياهو" على المتطرفين اليهود، ويواصل مشوار السلام الذي يقتنع فيه!.
إلى هذا الحد يا سيد سلطان أبو العنين يؤرقك حال "نتانياهو"؟ وإلى هذا الحد تفكر في كيفية مساعدة زعيم الليكود ليتغلب على خصومه؟ ألا يعنيك رأي الفلسطينيين، وأحوالهم؟ ومدى رفضهم لمفاوضات تغطي على سوءة حكام إسرائيل؟ وهل حقاً "نتانياهو" محب للسلام؟ وإن كان ما تدعيه صحيحاً؛ فلماذا وثق فيه المتشددون المتطرفون المتدينون اليهود، وأعطوه الثقة ليرأس حكومتهم؟ هل أنت أعرف بزعيم حزب الليكود من أهله؟ وإذا كان "نتانياهو" رجل سلام كما تزعم، فمعنى ذلك أن "لفني" زعيمة حزب كاديما، هي حمامة بيضاء، بينما "باراك" زعيم حزب العمل عصفور يغرد بالفلسطيني، أما حركة "ميرتس" فهي السلام والمحبة!.
السيد سلطان أبو العنين قاد العمل العسكري الفلسطيني عدة سنوات، وأنا أحد الفلسطينيين الذين حلموا ذات يوم بأن يعود إلى قريته التي هجر منها على يد السيد العميد سلطان أبو العينين، والعميد غازي الجبالي، والعميد موسى عرفات، وحسبنا أن لا هم لهؤلاء الرجال، ولا شغل يلهيهم عن مقاتلة الإسرائيليين، وتحرير فلسطين، وعودة اللاجئين، وتحرير يافا، وحيفا، وبيت دراس، وبشيت، والجورة، وحمامة، وكنت وأمثالي إذا ذكر اسم سلطان، أو غازي، أو فؤاد، أو موسى، نتوضأ، ونقف خشوعاً في حضرة الأوفياء، وأولياء دم الفدائيين، قبل أن تتكشف الحقيقة الأليمة، وتسمح إسرائيل للسيد سلطان أبو العينين، وأمثاله بدخول الأراضي المحتلة، وتزودهم بالسلاح والمال، لذبح المقاومة، وتأمين حياة المستوطنين، والتفكير في إنقاذ "نتانياهو" المتشدد من المتطرفين.
كم كان صريحاًً السيد صائب عريقات، حين أجاب الإذاعة العبرية، عن موقف السلطة الفلسطينية من تواصل التوسع الاستيطاني رغم استئناف المفاوضات، قال كبير المفاوضين: التوسع الاستيطاني ليس مشكلة الفلسطينيين، ولن نرد على المستوطنين، التوسع الاستيطاني مشكلة أمريكية، وعلى أمريكا أن ترد على إسرائيل. وهذا ما أكده السيد محمود عباس نفسه حين قال: على الإدارة الأمريكية الرد على التوسع الاستيطاني. لذا أقول: نم ملء جفونك أيها الفلسطيني، فقد أوكلنا قضيتك إلى من لا تغفل عينه عن حقوقك، ولا تنام. |