صنعاء نيوز -
تحت عنوان دين المحبة والسلام والعلاقات الروسية الإسلامية ، ألقى منسق جبهة العمل الإسلامي في لبنان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمته خلال مؤتمر "روسيا والعالم الإسلامي" المنعقد في غروزني بدعوة من المشيخة الإسلامية في الشيشان وفي ما يلي أبرز ما جاء فيها :
-من حيث النظرية : قال تعالى ." آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
فالإيمان بجميع الرسل والأنبياء هو ركن من أركان الإيمان في ديننا الحنيف فالذي لا يؤمن بنبي من الأنبياء أو برسالة من الرسالات أو بكاتب من الكتب السماوية على أنها من عند الله فهو فقد ركنا من أركان الإيمان بهذا الدين .
-من حيث الممارسة : لقد طبق المسلمون كتاب الله بشكل عملي في علاقاتهم مع أهل الكتاب ومن لا يتبع دينهم ، فعشنا مع بعضنا البعض على مدى 1400 سنة ببركة دين الله عز وجل ، مسلمين ومسيحيين ويهود وغير ذلك من الشرائع الوضعية .وكنت وما زالت ، تجد في معظم حواضرنا ، المسجد وإلى جانبه الكنيس والكنيسة ، إن في القاهرة أو في بغداد ودمشق والمغرب وسواها من بلادنا وعواصمنا حماها الله من غدر الغادرين .
إلا أن هذه العلاقات تعكرت أول ما تعكرت بفعل حروب الفرنجة الصليبيين وجاءت جيوش أوروبا باسم الدين لتسلب هذا الشرق ثرواته وخيراته ووقعت مقتلة عظيمة لعقود وعقود كانت كفيلة بزرع الكراهية والبغضاء فيما بين المسلمين والمسيحيين .
ثم جاءت بعد ذلك الحقبة الاستعمارية في مطلع القرن الماضي بقيادة فرنسا وبريطانيا فقسمت بلادنا واحتلت أرضنا وزرعت الكيان الصهيوني الغاصب عبر المجازر والقتل كمجزرة دير ياسين وكفر قاسم على أرض شعب نهبت ثرواته وتاريخه وحاضره ومستقبله .
وكان ذلك كفيلا بنشر الكراهية مرة ثانية بين أتباع الأديان في هذا الشرق العربي المسلم ، ونأتي اليوم إلى جنون ما عرف بالحرب على الإرهاب واحتلال بغداد وأفغانستان وقتل الملايين ثم بعد ذلك يجري الحديث عن السلام ومطلوب منك أن تبرهن أنك لست بإرهابي ولست بقاتل .
أيها الناس نحن في هذا الإطار مفعول به ولسنا بفاعل فالقتل يقع في حقنا وليس العكس فلم يذهب العراق ليحتل أوروبا ، ولا فلسطين احتلت أمريكا ، بلادنا هي التي وقعت تحت نير الاحتلال ، وسلكت كل السبل لتحرير ارضها ولم يقف أحد في جانبها ، فسلكت درب الجهاد والمقاومة لتحرير أرضها وفق قول الله عز وجل :" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير "
أيها الاخوة الكرام يحق لكل مظلوم أن يدافع عن نفسه ونحن كما أنه حرم علينا الظلم "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " حرّم علينا أن نرضى بالظلم
أتعرفون بمَ يدعو المسلم عند خروجه من بيته؟ إنه يدعو ربه :" اللهم إني أعوذ بك من أن أَضلّ أو أُضلّ أو أََذلّ أو أُذل أو أَظلم أوأُظلم أو أَجهل أو يجهل عليَّ "
فكما لا يجوز لي أن أظل ملا يجوز لي أن اقبل بالظلم .
لذلك سنحارب كل أشكال الاحتلال والقهر والظلم التي تحل بنا وبأي مظلوم على امتداد العالم
وكل حديث عن السلام والأمن والأمان العالميَّيْن يعتبر هراءً طالما أن القدس وفلسطين وبغداد وكابول والكثير من عواصمنا واقعة تحت الاحتلال .
ولو أن هناك عدالة دولية لأقيم في لاهاي محكمة لمجرم الحرب جورج بوش على ما قام به من مجزرة في العراق أودت بحاية مليون عراقي .
لقد حول بوش بديموقراطيته العظيمة العراق إلى العصر الحجري فبات بدون مياه صالحة للشرب وبه "دجلة والفرات" أكبر نهرين في العالم
كما بات أهله لا يجدون وقودا لسياراتهم ، والعراق يعد من أكبر الدول التي تمتلك مخزوناً استراتيجياً نفطياً في العالم، أما التغذية الكهربائية فساعة أو ساعتان في النهار ، فمبارك للديمقراطية وعاشت الحرية .
لذلك نحن لا نؤمن بهذه الحريات المستوردة لأنها منتج فاقد الصلاحيّة ولا يصلح لبلادنا لا من قريب ولا من بعيد .
ونستطيع أن نقيم كبشر على هذه الأرض مشروعا إنســانيا قوامه :" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ، وألا يتخذ بعضنا بعضا أربـابـاً من دون الله ... " نستطيع أن نقيم مشروعا إنسانيا يرفع الظلم الاستعماري عن رقاب العباد ويرفع كل أشكال الجهل والفقر والتفرق والتمييز....فهل أنتم مستعدون ..!!؟؟
نحن نؤمن بذلك وطبقناه عبر تاريخنا ، فمشروعنا هو مشروع التعارف قال تعالى :" يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
إنه التعارف بين الأعراق والأجناس على الطريقة القرآنية وهو وحده سبيل الأمن والأمان على وجه هذا الكوكب المعذب بقاتليه وجلاديه .
خاص التوحيد
|