صنعاءنيوز/عبدالله النويرة -
غفلة من الزمن وقد لا يدركها ال عبدالله علي النويرة -
في تاريخ الشعوب يكون هناك أيام مفصلية تكون علامة فارقة في تاريخها هذه الأيام تكون نقطة تحول في التاريخ سلبا أو إيجابا وقد تمر هذه الأيام على حين غفلة من الزمن وقد لا يدركها الكثير من الناس ولا يعيرونها انتباههم بالرغم من أنه تكون ذات دلائل ومؤشرات واضحة ولكن قد لا يفطن لها البعض ولا يعرف بأهميتها ومفصلية سوى فئة قليلة من الناس.
أنني أجزم بأننا نعيش هذه الأيام فترة من أهم فترات حياة الشعب اليمني من اقصاه إلى أقصاه وأن هذه الفترة هي فترة مفصلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأننا نسطر تاريخاً جديداً تماما سيكون له تأثير في تاريخ الشعب لم يسبق له مثيل ذلك أن ما يحدث من إرهاصات وتداعيات تعتبر علامات فارقة في التاريخ اليمني الحديث.
قد لا يدرك البعض بأن ما تم الاتفاق عليه خلال الأشهر الماضية يعد ثورة بكل معنى الكلمة ثورة على كل ما سبق من تاريخ الوطن خلال الخمسين عاماً الماضية ثورة تغيير شكل الدولة وشكل الوطن وتمحي كل ما كان موجوداً في الشطرين وتعيد صياغة التاريخ من نقطة الصفر مستفيدة من كل التراكمات التي مرت على الوطن بشطريه الجنوبي والشمالي ومحاولة تفادي كل ما مر على الوطن من سلبيات وتجاوزات وصلت حد اراقة الدماء على فترات متقطعة من تاريخ الوطن كانت كفيلة بإجهاض كل المكتسبات التي تحققت في الفترات الماضية.
إن الثورة التي نتحدث عنها ليست انقلاباً على ما سبق بل ثورة جادة لمحو صفحة الماضي بكل تفاصيلها وإعادة صياغة وطن جديد بشروط جديدة ورؤى متجددة نابعة من الحاجة إلى البعد عن الظلم والفساد الذي عاشه الوطن بشطريه ثم عاشه بعد التوحد ولعل الكثير من الناس يشعر بتخوف شديد مما يتم صنعه الآن من إعادة صياغة تاريخ أمة بكاملها على أمل الوصول إلى الأفضل وبغض النظر عن الاجتهادات الشخصية والشطحات التي تظهر هنا أو هناك فإن ما تم الاتفاق عليه قد لا يكون هو الأفضل ولكنه وبدون أدنى شك المخرج الوحيد الذي أمكن التوصل اليه لأن البديل له كان أسوء مما قد يتصور أكثر الناس تشاؤما ولذلك فإن الكثير من العقلاء قد قبلوا هذا الأمر مكرهين خوفاً من الأسواء الذي كان يلوح في الأفق ولا زال للأسف الشديد بفعل تصرفات البعض الذين لا يشعرون بالمسئولية ولا يدركون الخطر الذي قد يسير إليه الوطن وهذا المخرج هو أفضل ما تم التمكن من تحقيقه كحد أدنى للوصول إلى السلام الاجتماعي الذي افتقده الوطن خلال الفترة الماضية.
إن على الذين لا زالوا يراهنون على الحصول على قدر أكبر من الكعكة عليهم أن يدركان بأن عجلة التاريخ قد تحركت وأن عليهم القبول بالواقع وإن كان مرا بالنسبة لهم ولكنه أفضل لهم ألف مرة من أن يفقدوا الوطن بسبب المزايدات التي يتقنونها ولكنها قد تنقلب عليهم كما ينقلب السحر على الساحر.