صنعاءنيوز/حمدي دوبلة -
القليل من ذلك السكون المخيف لكنه يضيف أيضاً الكثير من الرعب والوحشة التي باتت من سمات ليالي قرى تهامة المتناثرة على طول السهل الغربي للبلاد.
عندما وصل الزميل محمد المحمدي برفقة كاميرا برنامجه التلفزيوني الجماهيري الشهير «كلام الناس» إلى واحدة من هذه القرى في زيارة ليلية بدا الأمر للوهلة الأولى وكأنه في مهمة خطيرة في أحد أدغال أفريقيا وأحراشها الموحشة.. قبل أن يهتدي وطاقمه وسط ذلك الليل البهيم إلى منزل أسرة معدمة تحيا في هذه القرية في ظروف معيشية معقدة أقل ما يمكن أن توصف به بؤس الحياة بكل معانيه وأبعاده شأنها في ذلك شأن السواد الأعظم من سكان قرى إقليم تهامة الوليد والغني بثرواته الطبيعية والبشرية.
هذه الأسرة التي استهدفها المحمدي.. ولعله تعمد تصوير قصتها الانسانية الأليمة في الليل لم تكن غير مثال حي ونموذج مكرر لمستوى البؤس والشقاء الذي بات عليه الكثيرون من أبناء هذه البلاد التي افتقدت وما تزال لأدنى صور وأشكال العدالة الاجتماعية
في هذه الأسرة التي تعيش في منزل من القش وبدون لحاف واحد أو سرير أو فرش 3 أطفال أشقاء دون سن العاشرة وجميعهم يعانون إعاقات دائمة جعلتهم مقعدين دون حركة بسبب غياب أبسط أشكال الرعاية الصحية وعجز وقلة حيلة الأب وفقره المدقع الذي اضطره إلى الاكتفاء بمشاهدة أطفاله يقعون ضحايا لهذا المرض واحداً تلو الآخر عند بلوغهم سن الثانية من العمر تقريباً وهو المرض الذي قال عنه الأطباء والمختصون وهم يشرحون خصائصه وأعراضه بأنه كان يمكن تلافيه إذا تم عرض المصابين في سن مبكرة من العمر وقبل الإصابة.. عموماً وضع المحمدي محبي الخير أمام هذه الحالة الإنسانية الحزينة كما هو دأب البرنامج بعد أن عرف أن هذه الأسرة لم يتم قبولها ضمن الحالات المستفيدة من مساعدات صندوق الضمان الاجتماعي الذي ارتأى مسؤولوه في الحديدة وضعها في قائمة الانتظار الطويل وعلى سبيل الاحتياط في معايير غريبة وعجيبة لتحديد واختيار هذه الحالات في تهامة تحديداً وفي عموم مناطق اليمن عموماً حيث يأبى غول الفساد إلا أن يأتي على كل شيء حتى وإن كان فتاتاً ولا يستحق الذكر.
ويبقى هؤلاء البؤساء وما أكثرهم في بلاد الإيمان والحكمة في انتظار العدالة الاجتماعية المفقودة والتي قد لا تأتي أبداً..
( اخر المقالات الاسبوعية في صحيفة الوحدة )