صنعاءنيوز/عبدالله الصعفاني -
كل عام والمرأة اليمنية بألف خير ..
كل عام والمرأة نصف المجتمع..
وكل عام والرجل نصف المجتمع أيضاً..
· في مناسبة يوم المرأة العالمي تتشابك الأفكار وتتقاطع ،ربما لأن السياسة تسيدت الموقف من النساء ومن الرجال معاً.
· فالذين كانوا يقولون لنا بأن صوت المرأة " عورة " فاجأونا بإثبات أن صوت المرأة " ثورة " لكنهم سيعودون لإثبات أنها عورة وفقاً لنشرة أحوال الطقس السياسي ..
· الأمور تتغير بسرعة.. ليس لأن " الرجال تحبل من لساسينها " فحسب وإنما لأن تفاعلات الداخل وهراوات الخارج اتفقت على أنه لا بد من " الكوتا " ولو طال السفر، وأن مصطلحات الجندر والنوع الاجتماعي صارت إحدى الشهادات المهمة لأي زاعم بانتمائه إلى المجتمع الدولي وحضارته .
حسب مخرجات مؤتمر الحوار التي سيتم اختزالها في مواد الدستور القادم فإن المناصفة التي تفتقر للمعنى وتتسم بهلامية القول " المرأة نصف المجتمع " بالحسبة العددية فقط ستتحول إلى ثلثين للذكور وثلث من نساء مطلوبات لشغل مقاعد إدارة البلد داخل سلطات الدولة الاتحادية المنتظرة..
· الإقليم الفقير إلى النساء عليه أن يتدبر أمره بعد أن صارت النساء أحد شروط الحصول على التمويل الخارجي ودليل كبير على قابلية أي مكون سلطوي رسمي أو شعبي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
· على عظام الشاعر العربي القديم أن تتدثر بعبارته العتيقة وهو يقول :" الصمت هو دور المرأة المجيد " وعلى أرسطو نفسه أن يعتذر عن فلسفته البائدة عندما قال: " خلقت المرأة لتكون محكومة " لأن هناك عشرات القرارات الدولية المهتمة بحقوق المرأة تكفي لإدخال أرسطو تحت البند السابع .
· صرنا في زمن مختلف يمثل ثورة حقيقية على محفوظات الاحتقار التي صاغها كثير من الكتاب والفلاسفة في مقدمتهم شوبنهاور الذي سمح للسانه بالتطاول حد القول: " إنها شيء بين الطفل والرجل ..تستعبدها اللحظة الراهنة وليس فيها أي استعداد للسمو الروحي".
· كلام أخرق حتى لو جاء من لسان فيلسوف غير مواقفه السلبية تجاه المرأة وهو في سن السبعين وفي تاريخنا وحياتنا ما ينسف ويزدري أي موقف عدائي من الشقائق ..فكما أن في حاضرنا الرجل العالة على زوجته التي تعمل كل شيء فيما ينتظر موعد مضغ القات يشرق تاريخنا بملكة سبأ ،وهي تقود شعب وتسلم مع سليمان ،ويتألق بأروى الصليحية ،ويزهو بامرأة فرعون وهي تقاوم الطاغوت الرجل ..
· وقبل وبعد ذلك ما أروع أن نتأمل في تقدير الرحمن لعباده رجالاً ونساء "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى" صدق الله العظيم. |