صنعاءنيوز/ د/ عيدروس بارحمه* - سعينا الوصول الى إقرار يوم وطني بلا قات يشكل تقدم كبير نحو التخلص نهائيا من زراعة وبيع ومضغ القات في اليمن وذلك بلا شك سيسهم إسهام غير عادي في بداية تنمية وتطور اليمن الجديد الذي نسعى الى تحقيقه ويتطلع إليه أجيالنا القادمة.
ونحن على عتبات التحول الجديد في شكل الدولة اليمنية الحديثة باتجاه التنمية الشاملة وضمان الحياة الكريمة لكل اليمنيين يتحتم علينا جميعا المشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم سواء كنا مؤسسات دولة أو قطاع خاص أو منظمات مجتمع مدني وأيضا أحزاب ومستقلين وكل فرد في المجتمع ذكراً أو أنثى صغيراً كان أو كبيراً.
لقد عشنا نحن اليمنيون دهوراً من الزمن في زراعة وتعاطي ومضغ القات والتي ترسّخت طيلة فترة من الزمن ليست بالقليلة حتى شكلت عادة عند كثير من اليمنيين ليس إلا, دون إدراكاً لمخاطر وأضرار تلك النبتة والتي تطورت عن ما كانت عليه بفعل التهامها لأراضي زراعية واسعة ودخول رش المبيدات السامة والتي قد أنذرت بالخطر وأثّرت وانعكست سلباً على الزراعة والاقتصاد والصحة والبيئة وغيرها وهذا ما أثبتتها الدراسات القطعية وأوضحتها التقارير الرسمية والدولية وغيرها ولكم أن ترجعوا إليها.
كل ذلك يضعنا على المحك ( أقصد: الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والمستقلين وكل أفراد المجتمع ) لنثبت أننا قد قررنا وبشكل مخلص وصادق التوجه نحو إيجاد البديل عن القات في اليمن ونحن قادرون على ذلك إذا ما صدقنا النية وأخلصنا العمل.
في ختام مقالتي هذه يتساءل الكثير من يوجه الخطاب ولمن؟, وأقول: نحن جميعاً نوجه الخطاب لأنفسنا, ونحن أيضاً من سيقوم بإيجاد البديل. كيف سيكون ذلك؟, ليس صعباً على شعب وصفه رسول الله بالإيمان والحكمة أن يجد حلاً لمشكلة القات في اليمن, البرامج والمشاريع والطرق والوسائل لحل المشكلة كثيرة وكثيرة جداًً, تاريخ اليمن عظيم بعظمة شعبه.
وهنا ندعوا أنفسنا أن ننطلق حتى نعيد لتاريخ اليمن مجده ولمستقبل أجياله عالم جديد في ظل يمن مزدهر ينشغل الناس فيه بالعمل والانتاج, ولا يعودون يذكرون فيه القات إلا تاريخاً أليماً كان اليمن قد عاشه, ويكون فيه اليمنيون منشغلين باستخراج ثروات الأرض الطيبة مما سخّر الله ويُعملون عقولهم في تنمية المجتمع وتقدم الإنسانية وهذه هي صورة مستقبل اليمن الجديد الحقيقية.
مدير مؤسسة النجاة للتوعية بأضرار القات |