صنعاء نيوز - قالت السفيرة البريطانية في اليمن " جين ماريوت"، إن اليمن تعاني من مشاكل مؤسسية واضحة تقف في طريق الإصلاحات التي يمكن أن تجعل البلاد في وضع "أفضل ألف مرة" مما هو عليه الآن.
وفي صحفية مع صحيفة "جلف نيوز"، الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، قالت ماريوت إن: " اليمنيين سيتمتعون بحياة أفضل إذا ما نفذت الحكومة بعض السياسات مثل (تنزيل الموظفين الوهميين وإلغاء الدعم عن المشتقات النفطية)".
وقالت السفيرة: " البنك الدولي يمكن أن يقدم على أقساط حوالي 2.5 مليار دولار سنوياً من خلال القيام بتنفيذ هذه الإصلاحات، وخلال عقد من الزمن يمكن أن يكون هناك بلد أفضل مما هو عليه الآن".
آخر مرة قررت فيها الحكومة اليمنية رفع الدعم عن المشتقات النفطية كان في عام 2005م، وهي الخطوة التي أثارت أعمال شغب دامية، لكن بينما كانت السفيرة تتحدث عن مزايا رفع الدعم عن المشتقات النفطية، نفت الحكومة اليمنية سريعاً تقارير إعلامية تتحدث عن أنها تتجه لرفع الدعم وسط نقص حاد في المشتقات النفطية تعاني منه صنعاء وغيرها من المدن.
وتحدثت السفيرة أنها مسرورة بأداء الرئيس هادي على الرغم من كل الانتقادات حول الوضع الأمني المتدهور خلال سنتين من حكمه، قائلةً: " أعتقد أن الرئيس هادي هو الرجل الجيد الذي يحاول العمل في وقت صعب للغاية"، مضيفةً بأن تصرف هادي كقيادي عندما زار وزارة الدفاع، في حين كانت قوات الأمن تقاتل عناصر القاعدة في الوزارة أوائل ديسمبر الماضي.
وقالت ماريوت: " لقد أظهر قيادة عظيمة عند ذهابه إلى وزارة الدفاع بعد تعرضها للهجوم وأظهر قيادته الواضحة جداً، وكذلك ما قام به في أغسطس عندما كانت هناك تهديدات ضد مختلف السفارات والمؤسسات بما فيها السفارة البريطانية".
وأضافت إن هادي نوع من السياسيين الذي " يرغب في أن يكون أكثر راحة مع وسائل الإعلام" ، لكنها أشارت إلى أن هادي لا يزال محاطاً بأعضاء غير فاعلين في حكومته ويقفون عثرة أمام تحقيق مزيد من التقدم، وقالت: " أعتقد أن هناك إجماعاً عاماً على أن هناك بعض الأعضاء في الحكومة جيدين، والبعض الآخر لإلقاء الخطب فقط".
وحول العملية الانتقالية في اليمن تقول ماريوت: " إنه لا ينبغي على الحكومة اليمنية على الحكومة اليمنية أن تمدد العملية الانتقالية أكثر من اللازم"، مضيفةً: " لا ينبغي أن تكون الفترة الانتقالية مفتوحة ولا ينبغي أن يكون الرئيس هادي رئيساً لفترة طويلة جداً، لذلك يجب أن يكون هناك جدول زمني جديد متفق عليه، لكن من المهم أن تسير المهام في الطريق الصحيح".
مجلس الأمن الدولي فوض بفرض عقوبات على أولئك الذين يحاولون عرقلة العملية الانتقالية في اليمن، وماريوت مقتنعة بقرار الأمم المتحدة، مشيرةً إلى العديد من الأشخاص المتورطين في تعكير المياه في هذا البلد المضطرب.
وفيما يخص موضوع القاعدة ترى السفيرة ماريوت أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا تزال تمثل التهديد "رقم واحد"، لليمن والغرب.
وقالت: " لقد رأينا من قبل محاولات تفجير الطائرات، رأينا القدرات التي لديهم في اليمن، وعلى مدى سنوات حاولوا السيطرة على مناطق، لقد أرهبوا الناس وتسببوا في فوضى أكبر وأكبر"، مضيفةً: " إن هناك بعض القبائل في اليمن لديها علاقات مع تنظيم القاعدة".
السفيرة البريطانية كانت مترددة في البوح برأيها حول هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار المثيرة للجدل في اليمن والتي راح ضحيتها العديد من نشطاء القاعدة والمدنيين، لكن في ديسمبر الماضي، قالت لصحيفة هافينغتون بوست: " إن هجمات الطائرات الأمريكية قد نجحت في التخلص من شبح تهديدات القاعدة ضد السفارة البريطانية في أغسطس 2013م.
وفي تعليقها على مطالب قوى في الحراك الجنوبي بانفصال الجنوب عن الشمال قالت ماريوت: " لقد وجدت ما أخبرني به الجنوبيون هو بالضبط ما يخبرني به الشماليون الذي هو القانون والأمن وفرص العمل والخدمات الأساسية، وأعتقد أن الجنوبيين سيحصلون على هذه الأشياء إذا عملوا مع الشمال على توطيدها وتعزيزها".
وتعتقد ماريوت أنه حتى لو تم تحقيق مطالب الانفصاليين وأصبح الجنوب دولة، فإنهم سيوجهون الأسلحة ضد بعضهم البعض، قائلةً: " لم نر فعلياً أي قيادة جنوبية متماسكة وموحدة". طبقاً لصحيفة "أخبار اليوم". |