shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - اما الجثة فهي الدولة  الغائبة من حياة اليمنيين  منذ خمسين عاما(*) وتحديداً  من اللحظة التي انتجها مجموعة الضباط الشبان في سبتمبر 1962 ،

الأحد, 23-مارس-2014
صنعاء نيوز/محمد عبد الوهاب الشيباني -

اما الجثة فهي الدولة الغائبة من حياة اليمنيين منذ خمسين عاما(*) وتحديداً من اللحظة التي انتجها مجموعة الضباط الشبان في سبتمبر 1962 ، حين استطاعوا اجتذاب القوى المهملة (البعيدة عن حسابات النظام الملكي المغلق على الاسرة) الى المساحة التغييرية التي بشر بها الخطاب الجديد المتماهي مع محيطه القومي ، ومركزه المؤثر (القاهرة) ،لكن على مدى سنوات خمس دخلت البلاد في اتون حرب اهلية طاحنة ،اختصرت لحظة التعارضات الحادة بين قطبي العالم آنذاك التي حولت هذه الرقعة المنسية الى بؤرة للاحتراب بالوكالة ، فكان على اليمنيين جميعاً الاصطفاف خلف احد المشروعين(الجمهوري او الملكي) الذي آل في الخامس من نوفمبر 1967 لصالح تحالف القوى المشيخية ويمين الثورة وحزب البعث العربي (صاحب الخصومة الشديدة مع نظام عبد الناصر) ،التحالف الذي استطاع تحجيم قوى الثورة الشابة ، قبل جرها الى مربع الاحتراب الطائفي كما اختزلته وعبرَت عنه احداث اغسطس 1968 التي اجهزت عملياً على كل حوامل التغيير التي بشرت بها القوى الجديدة بنزوعها الاجتماعي القريب من حلم الناس وتحت مظلة هذا التحالف ستنجز التسوية الملكية الجمهورية مطلع سبعينيات القرن الماضي برعاية الجارة السعودية التي كانت قد احكمت قبضتها تماماً على القرار السياسي في اليمن ، بعد الفراغ الذي تركه الخروج المصري المنكسر من اليمن .
هذه التسوية اتاحت لحلفاء الشقيقة (مشايخ وملكيين ورجال دين) من الامساك بمفاصل الحكم في بلاد بدأت بالتحلل بعد انفراط حلم اليمنيين في الانتقال الى مساحة افضل تحت الشمس ، وحين ضربت الفوضى المدمرة كل شيء في البلاد وأوصلتها الى حالة الانهيار الشامل ،كان لابد من ان تتخلق حالة جديدة من داخل الجيش ذاته وبمباركة من (الشقيقة) وتحالفها الحاكم فكانت حركة الثالث عشر من يونيو 1974 التي قادها المقدم ابراهيم محمد الحمدي وخليط من الضباط ذوي الانتماءات السياسية والقبلية والجغرافية المختلفة، وفي سنوات ثلاث ونيف قدم الحكام الجدد انموذج خارج رغبة الشقيقة وحساباتها مستفيدين من النزوع الشعبي الجارف لاستعادة حلمه في الثورة المغدورة والاهم استعادة قراره السياسي المختطف منها اومن حلفائها .لهذا دفع الحمدي حياته ثمناً لمغامرة شديدة الخطورة استهدفت بالأساس مشروع القوى التقليدية (بجناحيها القبلي/الديني) لصالح بناء الدولة (الحديثة) وقرارها المستقل.
في يوليو 1978 آلت السلطة الى احد الضباط والذي نُظر اليه كأحد الرعايا المطيعين للشيخ (الحليف الابرز للشقيقة ) والذي ظل يتلقى توجيهاته في سنوات حكمه الاولى من اشهر ملحق عسكري سعودي في تاريخ علاقات البلدين (صالح الهديان) الذي اُعتبر حينها الحاكم الفعلي لليمن ، وعلى مدى ثلث قرن تال عمد الحاكم الى بناء سلطة (غاشمة) بالحيلة من تطييف اوسع من التحالف ذاته للقوى التقليدية (مشايخ وعسكر ورجال دين) بدلاً عن بناء دولة (التي حاولت حركة يونيو خلقها في اذهان الناس في السنوات الثلاث بطريقة اقرب الى الحلم الجميل )
هذا التحالف عمل على التسريع من تحلل الدولة كجثة مجهولة ، ولم تسلم من هذا النزوع (الاستكلابي ) بنية الدولة التي كانت قائمة في جنوب البلاد بعد جائحة صيف 1994من ذات التحالف الذي انظم اليه الطرف المهزوم في احداث يناير 1986م لتتشكل قاعدة الحكم المترهلة من هذا الخليط العجيب الذي ظل يقتات من الجثة المتحللة شمالا وجنوباً .
وفي مطلع الالفية بدأت تظهر وبشكل واضح التقاطعات الحادة بين رأس الحكم وحلفائه ،بعد ان ادرك اصدقاء الامس ان علي عبد الله صالح يبني مشروعه الخاص في الحكم وتوريثه على حساب الجميع ،الذي بدأ بتحييدهم او التخلص من اقويائهم في حوادث متفرقة .
وخلال العقد الزمني الاول من الالفية الجديدة ستسيل مياه كثيرة في مجرى السياسة المضطرب ،اذ سيشهد اوسع تحالف سياسي للمعارضة من احزاب وتنظيمات، ظلت نقاط التقاطع التي تتحكم بمسارات تحالفاتها اكثر من توافقات الثقة فيما بينها، وساعد على استمرار هذا التحالف الهش تصدعات بيت الحكم ذاته ،ابتداء من انتخابات الرئاسة في سبتمبر 2006م التي خاضتها المعارضة بشخص فيصل بن شملان حاصدة صوتاً جارفاً في الشارع عبر عن ملله من ادامة حكم صالح وتُبعت هذه اللحظة ببروز الحراك السلمي في مطلع العام 2007م الذي اجتذب اليه كامل الشارع الجنوبي وصولاً الى الخروج الكبير للشارع شمالاً وجنوباً في فبراير 2011،الذي زلزل الارض المائعة تحت اقدام الحاكم لتتمكن المعارضة وتحديداً حزبها الاكبر (تجمع الاصلاح بأذرعه القبلية والعسكرية) من استحضار السلطة التي لم يكن بعيداً عنها اصلاً، ليلتبس بها حد الالتصاق الفج بعد نوفمبر 2011دون ان يعمل على تهيئة ارضية صلبة للمشاركة التي من شأنها انتاج لحظة التحول التي هي بحسابات متعددة لا تخدم مشروعه التمددي في بنية السلطةالرخوة.
هذا النزوع (البرجماتي) الفج لحزب الاصلاح وحلفائه (دون شركائه) اتاح لقوى جديدة(قديمة) صقلت مشروعها المظلومية التاريخية وجنون الحروب الستة التي خاضتها ضد النظام في صعدة بين (2004و 2009) ان تقدم نفسها كحالة مختلفة لتحرير البلاد من حالة الخطف الطويلة من ذات القوى التي تتحكم بمصائرها منذ خمسين عاما بما فيها حزب الاصلاح. وفي سبيل ذلك تخوض الحركة الحوثية الحروب دون كلل في اكثر من محافظة ومنطقة تمثل عمقها المذهبي، يحذوها حلم استعادة السلطة والثروة التي باعد بينها وبينهما الخضات الكبرى التي مرت بها البلاد على مدى العقود الخمسة المنصرمة.
القوى السياسية بكل تجلياتها تتصارع لإدامة حياتها في البلاد على حساب الدولة الغائبة والمغيبة معاً لأنها راهنت طيلة العقود الخمسة على بناء حضورها كمراكز نفوذ تبتز الجميع وتحيا من مقدرات البلاد بممارستها للعنف والفساد والحكم تحت لافتات سياسية لأنها بكل بساطة لم تفكر يوماً بالاصطفاف خلف مشروع وطني جامع لانتشال البلاد من لحظتها الرمية هذه ، التي صارت تُغري لنهشها أي طامع وطامح ومغامر .
(*) وهذا لا يعني ان نظام الحكم الامامي كان يرتكز على دولة وانما كان نظام حكم عصبوي مغلق مثل فيه شخص الحاكم اختزالاً للسلطتين الزمنية والروحية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)