سمير رشاد اليوسفي -
ظلت تربط الرئيس علي عبدالله صالح – القائد والإنسان بمحافظة تعز وأبنائها - علاقة حميمية خاصة ومتميزة قائمة على الوفاء والثقة والود والاحترام العميق المتبادل،حيث استوطن هذا القائد، ومنذ وقت مبكر - وقبل أن يصل إلى سدة السلطة، وتحمل مسئولياتها عن جدارة، واقتدار- قلوب ووجدان أبناء هذه المحافظة الوفية المتميزة بعطاءات أبنائها اللا محدودة للوطن ،وتلك المشاعر المتوهجة في ضيائها نضالاً وثقافة وأدباً وتفاعلاً إيجابياً مع كافة قضايا الوطن وثورته ووحدته.. فمن تعز خرجت المسيرات الحاشدة، بالآلاف من أبنائها عام1978م، منطلقة إلى العاصمة صنعاء، تطالب بوعي وطني وحدس صادق، بأن يتولى الرائد علي عبدالله صالح مسئولية قيادة الوطن في ظرف عصيب، وتحديات خطيرة، وعواصف عاتية كانت تهدد كيانه واستقراره ،وفي وقت كان التقدم إلى منصب الرئاسة، وكرسيّها محفوفاً بمخاطر الموت والتآمرات.
ولهذا – وكما قال الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته الشفافة الصادقة في المهرجان الخامس للشباب- : تردد الكثير من السياسيين ومن كانوا في مواقع متقدمة لصنع القرار، لأنهم كانوا يدركون بان الإقدام على خطوة كهذه مجازفة دونها الهلاك فأحجموا.. وتقدم القائد مضحياً ومستبسلاً غير هياب أو وجل ليتحمل المسئولية التاريخية لإنقاذ الوطن، ومصير مجهول يتربص به، ويضعه في مهب الريح والفتن، وحيث حمل رأسه على كفيه وكفنه على جسده لإنقاذ الوطن، من المتاهات والمنزلقات الخطيرة ، التي كانت تتربص به حينها, بعد أن تدحرجت رؤوس في صراعات السلطة وأطلت قرون الشيطان من أكثر من زاوية.
كان علي عبدالله صالح يدرك عن قناعة بأن ليس هناك أغلى من الوطن يتم التضحية في سبيله، وكان حماس تعز وأبنائها لهذا الرجل نابعاً من إدراك واعٍ بحقيقته, وقدرته القيادية، ومكانته في قلوبهم المستندة إلى واقع التجربة والممارسة الوطنية، والسلوك الإنساني ، والرؤية الثاقبة, التي لمسوها أثناء معايشتهم له وهو يعيش بينهم، وفي وسطهم ، كقائد عسكري، وطني، اتسم بالبساطة، والتواضع، والمبادرات الإنسانية، النبيلة التي تعايش مع قضاياهم، وتطلعاتهم - كواحد منهم - ووقف بلا تردد إلى جانب كل واحد احتاج إلى المساعدة والعون.. ولهذا كانت تعز دوماً هي القبيلة والحزب الكبير، والسند القوي, الذي اتكأ عليه القائد علي عبدالله صالح في أحلك الظروف والمنعطفات ، كيف لا؟!.. وهي المحافظة الوفية التي ظلت تراهن على قدرته وعطائه من أجل الوطن والشعب، ولم تخسر هذا الرهان أبداً، فبادلها الوفاء بالوفاء.. وحيث لم ينطلق حب تعز وأبنائها - وهو حال كل أبناء الوطن في كافة محافظات الجمهورية - مرتكزاً على مغانم أو مكاسب أو مصالح ذاتية ,ولم يكن لديه شيء يقدمه من المال أو المغريات لأبناء هذه المحافظة، بتعداد سكانها البالغ أكثر من 3 ملايين نسمة، عندما التفوا حوله واندفعوا بحماس منقطع النظير، يطالبون ويؤيدون اختياره لتولي مسئولية قيادة الوطن، ولكن كان لديه الحب والتفاني والإخلاص لوطنه وشعبه، والإرادة الصلبة والشجاعة لتحمل المسئولية عن جدارة ، والوصول بسفينة الوطن إلى شواطئ الأمن والأمان، والسير بمسيرة الشعب نحو دروب الخير والإنجاز والنهوض.
فكانت تعز - لا سنحان أو حاشد أو بكيل أو غيرها من قبائل اليمن - هي المبادرة في هذا الاختيار الرائد الصائب، لأن أبناءها الواعين كانوا على دراية تامة بتلك المكامن الخيرة, والفعل الوطني الصادق، والقدرة القيادية الحكيمة التي امتلكها القائد علي عبدالله صالح.. لهذا جاءوا إليه وجاء إليهم، واستوطنوا قلبه وسريرته، وكانت تلك العلاقة الفريدة والحميمية, التي نسجتها خيوط من الوفاء الأصيل، والمواقف الصادقة، والفعل الإنساني، والوطني النبيل والأصيل... وهاهي تعز اليوم وقد تحولت إلى ورشة عمل كبرى، تزهو وتنتعش بابتهاجات العيد الوطني الـ20 لإعادة تحقيق وحدة الوطن، وقيام الجمهورية اليمنية، وبوجود قائد الوطن، وصانع وحدته، وحاميها - الرجل الذي أحبته وأحبها- فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، في جنباتها ليشارك أبناءها، وكل أبناء الوطن الغالي فرحتهم بيوم الوحدة المجيد، الـ22 من مايو العظيم، فخر كل اليمنيين ،وعنوان عزتهم وقوتهم ومجدهم.
وكل عام والجميع بخير.
رئيس تحرير صحيفة الجمهورية
|