صنعاء نيوز/حاوره – حسان الحجاجي -
قال عضو مؤتمر الحوار عضو لجنة الاقاليم الاستاذ أحمد محمد مسعد القردعي ان فئات فاسدة وجدت في النظام السابق أفسد الحلم الجميل الذي كان يراود اليمنيين وهو الوحدة اليمنية مشيرا الى ان المركزية تحولت الى نهب وتسلط واقصاء وتهميش مما خلق لنا مشاكل وهو الامر الذي ادى الى قتل الحلم الموجود في قلوب اليمنيين ، وأنقض الفاسدين على مكتسبات الوطن في الشمال وفي الجنوب ،
موضحا بأن المظالم بالشمال قد تكون اكثر من مظالم الاخوان الجنوبيين بسبب من وصفهم بالمتهورين الذين استغلوا النظام المركزي للاستحواذ على مقدرات البلاد وحرموا الناس من كل ما يمكن ان يطالب به المواطن من العدالة في السلطة والثروة لانهم جعلوها حكرا عليهم واقصوا من ارادوا واعطوا لمن ارادوا
وقال القردعي في الحوار الصحفي التالي نحن رأينا ان حكم اليمن بالنظام الاتحادي والاقاليم هو الحل الصحيح باعتباره الحل الجذري لكل مساوئ الماضي واصبح لدي اليمنيين عودة الى الحلم وهي الوحدة وان يبلغ هذا الشعب ما يريد في العدالة في الثروة والسلطة
وأكد ان الذين يعارضون الاقاليم هم الذين فقدوا مصالحهم وسيفقدون الغنائم التي كانت بأيديهم ينهبونها !!
- بداية كيف تقرأ المشهد السياسي اليمني وقرارات الاخ رئيس الجمهورية الاخيرة بتعيين قيادات عسكرية جديدة؟
* التعيينات في مناصب قيادة بالجيش بقرارات الرئيس تعتبر هذه التغييرات جزء من الهيكلة الفعلية للجيش واعتبر ذلك في السياق الصحيح على طريق اخراج الجيش من الولاءات الشخصية والولاءات الفئوية وسيكون جيش وطني ولاءه لله ثم للوطن وكان هذا احد اهداف ثورة سبتمبر المجيدة الذي نص على بناء جيش وطني قوي ، وسيكون جيش يأتمر بأمر القائد من اجل حماية الوطن وحماية الثورة ومكتسباتها وسندا قويا في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال وقوف الجيش في وجه من يحاول عرقلة تنفيذ وثيقة الحوار بما في ذلك نزع الاسلحة من الجماعات المسلحة وبما يمكنه من تحمل مسئولياته امام ما يحدث من اخلالات أمنية ، لذلك اقول القرارات جاءت بمنتهى القوة والمسئولية لضمان بناء جيش وطني قوي .
- كيف تنظر الى الحالة اليمنية في المستقبل المنظور على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار وقرار لجنة الاقاليم باعتبارك كنت عضو في هذه اللجنة سيما وان ثمة قوى تعارض او لا يروق لها تقسيم البلاد الى اقاليم ؟
* لابد من القول ان الوحدة اليمنية كانت حلم جميل في نفوس كل اليمنيين وتحققت في 22 مايو عام 1990م وكان الشعب اليمني يتطلع الى المستقبل لمواكبة شعوب ودول المنطقة غير انه حدث في الفترة الاخيرة ان فئات فاسدة وجدت في النظام السابق وأفسد ذلك الحلم الجميل الذي كان يراودنا وتحقق ومثلما يقال "يا خوفي من حيث أماني" .
والمركزية كان يجب ان تظل في حدود المعقول وحدة وعاصمة دولة وحدة بيد ان المركزية تحولت الى نهب وتسلط واقصاء وتهميش مما خلق لنا مشاكل بل وقتل الحلم الموجود في قلوب اليمنيين ، وأنقض الفاسدين على مكتسبات الوطن في الشمال وفي الجنوب ، ونحن في الشمال لسنا في خير أعتقد اذا نظرنا الى مارب والجوف وتهامة نجد ان مظالمنا قد تكون اكثر من مظالم الاخوان الجنوبيين ولكن نقول ان المتهورين الذين استغلوا النظام المركزي فاستحوذوا واحتكروا جميع مقدرات وحرموا الناس من كل ما يمكن ان يطالب به المواطن من العدالة في السلطة والثروة لانهم جعلوها حكرا عليهم واقصوا من ارادوا واعطوا لمن ارادوا .
نحن ومن اجل الحفاظ على الوحدة ليس لنا خيار آخر إلا ان نحافظ على الوحدة بأي وسيلة ووجدنا نظام الحكم الاتحادي بالأقاليم هو الحل الامثل ، وبدلا من 23 محافظة بما فيها سقطرى اصبحت ستة اقاليم تنظوي في كل اقليم مجموعة محافظات تسمى ولايات وبالنسبة لما يردده البعض بأن تراكم بالسلطة سيحدث " حكومات وبرلمانات وفي الحقيقة لا نعتبرها اكثر من المجالس المحلية الموجودة الان وسيتم اتاحة الفرصة لكل اقليم بأن يبني نفسه في اطار دولة اتحادية مسيطرة على أسا وحدوي ووطني ، فقط اعطيت فرصة للأقاليم هذه ثروتكم سيحددها الدستور بدلا من المركزية التي كانت كما اسلفت تعطي لمن تريد وتمنع عمن تريد وتعطي بأرقام مختلفة .
اما نظام الاقاليم سيحدد الدستور والقانون نسب للأقاليم المنتجة للثروة وسيكون هناك بند يحدد ما يخص الولاية المنتجة وما يخص الاقليم نفسه ثم ما يعود للمركز ومن خلال المركزية سيتم اعطاء المحافظات الفقيرة التي لا تملك ثروة انتاجية دون انتقاص ، وذلك يعني وجود العدالة وان هذا الحل هو الحل الامثل.
وبالنسبة للعدالة في السلطة هناك نظام تدوير مثلا في الولايات ذات الكثافة السكانية لن تسيطر بحكم الاقليم على تلك الولاية الأقل في عدد السكان لذلك عملنا على ان يكون هناك تدوير كل فترة انتخابية لولاية من ولايات الاقليم وهذا يمثل العدالة في السلطة إضافة الى ان هناك تكافؤ في التمثيل بالمجالس النيابية والشوروية سواء في الاقاليم او في المركز تبنى على اساس الكثافة وعلى اساس المناطق الثرية والمنتجة لأنه يجب ان تعطى حقوق ومعايير كثيرة وبالتالي فإننا نعتقد ان ما يحمي وحدة اليمن هو حكم اتحادي .
- بموجب ما طرحته هل لنا ان نعرف لماذا انزعج البعض من الاقاليم ؟
* نحن ندرك بأن حكم اليمن بالنظام الاتحادي والاقاليم هو الحل الصحيح باعتباره الحل الجذري لكل مساوئ الماضي واصبح لدي اليمنيين عودة الى الحلم وهي الوحدة وان يبلغ هذا الشعب ما يريد في العدالة في الثروة والسلطة وأقول بكلمة مختصرة ان الذين يعارضون الاقاليم هم الذين فقدوا مصالحهم وسيفقدوا الغنائم التي كانت بأيديهم ينهبونها ويعطون لمن يشاءون ويمنعونها عمن يشاءون .
ولا بد من الاشارة هنا الى ان الكوادر العسكرية والمدنية التي تم اقصائها وتهميشها ولا اقول الجنوبية فقط بل ومن مناطق مختلفة باليمن ضاقت ذرعا من الحالة المعيشية المتردية ونحن في مارب لدينا سقف معين للعمل في الدولة يدرس المرء منا ويتعلم ولكن لديه سقف معين بالسلطة مع الاخوان في المركزية ومعنى ذلك ان الذين بالمركز حكموا فلم يعدلوا فلم يأمنوا فلم يبقوا محافظين على المركزية وأصبحت هناك فرصة لكل اقليم ان يحكم نفسه بنفسه وبالتالي ستوجد العدالة بالثروة والسلطة في اطار نظم وقوانين ومعايير دولية ، ليست اختيارات بل نحن نؤمن بالمعايير والنظم الدولية في حكم الاقاليم .
- عقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لوحظ ان ثمة قوى تريد التنصل من التزاماتها في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ما استدعى تدخل مجلس الامن الدولي في اصدار القرار من 2140 وهو الامر الذي دفع بذات القوى الى التأجيج الاعلامي معارضة لذلك القرار فكيف تنظر الى القرار الاخير لمجلس الامن؟
*لا اعتقد انهم اغبياء الذين يعارضون القرارات الاممية فالقضية اليمنية تم تدويلها من اللحظات الاولى وخاصة بعد القرارين رقما (2014 – 2051) وعند وجود المبادرة الخليجية ، بعد القرارات الاممية هذه وبموجب المبادرة الخليجية نحن دخلنا وعملنا تحت الفصل السادس الذي يعني او ينص على الحلول للصراعات السياسية في الدول بالطرق السلمية ، بالوساطات وبالحوار لذلك نحن عملنا خلال عشرة شهور على اساس حل قضايانا يفي اليمن تحت الفصل السادس سواء أعلن ام لم يُعلن ، وبعد انجاز وثيقة الحوار الوطني التي اجمع عليها المتحاورين الذين مثلوا كل الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والمهمشين ومختلف شرائح المجتمع اليمني في مؤتمر الحوار الوطني وأجمع عليها كل الشعب اليمني الذي استبشر خيرا .
لذلك من اراد ان يوقف ضد القرار 2140 لا نقول دخل اليمن بل ادخل انفسهم تحت طائلة العقاب وفقا لتدابير الفصل السابع واذا ارادوا تجنيب ذلك عليهم الوفاء بكل الالتزامات التي تم الاتفاق عليها وان يبادروا في سرعة البدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني باعتبار وثيقة الحوار وثيقة اجماع وطني ووقعت أيضا في الامم المتحدة .
أعود واتساءل كيف يتكلمون على ان القضية اليمنية تم تدويلها ونحن اصلا تحت اشراف دولي وتمويل دولي ورقابة دولية منذ ان بدأنا بالحوار الوطني حتى صدور القرار الاممي الاخير رقم (2140) فلا يكونوا اغبياء اذا ارادوا ان يتجنبوا العقاب عليهم الامتثال لما تم الاتفاق عليه .
- شهدت المناطق الشمالية حروب اقل ما يمكن وصفها بالعبثية بين مليشيا او مجاميع مسلحة برأيك كيف يمكن التخلص من هكذا حروب؟
* حقيقة الكلام هو امتداد لما سبق وان طرحته قبل قليل ، نحن وقعنا مخرجات الحوار وتضمنت وثيقة الحوار الوطني نزع اسلحة المجموعات المسلحة خارج نطاق القانون ، وهناك حلول لجميع القضايا المطروحة وفي مقدمتها القضية الجنوبية وأيضا قضية صعدة التي اخذت المرتبة الثانية من الاهتمام في الحوار وكلفتنا القضيتين تمديد الفترة الى عشرة اشهر بدلا من ستة اشهر .
وكان الاخوة الحوثيين يحاورون في موفنبيك والحروب دائرة في الجوف وفي صعده وكنا نسال مع ممثلي الحوثي بالحوار لماذا يا اخوة قالوا اننا ضد هؤلاء الذين غزونا الى صعدة ! طيب ما هو العذر لهم الان يخرجون الى الجوف والى حاشد وان يأتوا الى همدان ؟
نحن نرى بأن الحوثي يريد ان يبسط نفوذه بالقوة وهذا السلوك وهذا التصرف غير مقبول فالحوار هو الحل لجميع القضايا باليمن وممثلو الحوثي كانوا من المكونات الحاضرة بقوة في مؤتمر الحوار واصحاب راي وبالتالي نحن نعتبر أي خروج عن وثيقة الحوار سيستدعي مواجهة اممية ومواجهة العالم.
اتمنى من الاخوة وما ينسب اليهم من انصار ان يعودوا الى رشدهم وان يقرأوا ما اتفقنا عليه وعليهم امن يدركوا مخاطر العقوبات تحت تدابير الفصل السابع فمن لم يسلم سلاحه ومن يستمر في الحروب ومن يستمر في عرقلة تنفيذ وثيقة الحوار فانهم سيقعون في مواجهة حتمية .
ولابد ان نؤمن جميعنا بما اتفقنا ووقعنا عليه وان نعطي لليمن متنفس ونشرع في حل جميع القضايا من خلال تنفيذ وثيقة الحوار وان نجعل الصندوق هو الاساس في الانتخابات بالفترة القادمة ومن اراد ان يفرض نفسه من خلال الصندوق اما من اراد فرض نفسه بالقوة فهذا غير مقبول ، ومع احترامي هناك النظام السابق يريد السلطة وإلا السلطة وبالنسبة للحوثي يريد ان هذا حق إلهي وهذا ليس من حقه ، نحن في القرن الواحد والعشرين ولا مجال اليوم لا للتوريث ولا للحق الالهي .
- ماذا ينبغي على المكونات السياسية والاجتماعية عمله لمساندة رئيس الجمهورية وبما يضمن تنفيذ مخرجات الحوار؟
* اقول لكل من يحب اليمن وحريص على اخراج البلاد من النفق المظلم واتمنى ان تتوجه كل المكونات السياسية للرئيس عبدربه منصور هادي ليقولوا له بكلمة واحدة نحن نسلم لك حق الاختيار في تشكيل حكومة كفاءات وطنية محايدة في جميع ادارات ومؤسسات الدولة وإدارة البلاد بعيدا عن المحاصصة بين الاحزاب ففي هذه الحالة يستطيع الرئيس ان يأمر فتنفذ الاوامر ونحملك مسئولية الفترة الانتقالية ويعودوا لياخذوا نفس كما يقال استراحة محارب ويعدوا انفسهم للفترة القادمة وقد هدأت النفوس لدخول محلة الديمقراطية والتنافس عبر صناديق الاقتراع ، ومن يخدم الشعب اليمني أفضل من خلال برامج وعمل وطني وان نتخلص من التمسك بالمحاصصة والتمسك بالشخصية حيث كلا يقول هذا حقي ، نحن بحاجة الى ان ننظر لليمن بنظرة جديدة لبناء اليمن الجديد ، لأننا حين ننظر الاصلاح يأتي بوزير من عنده والحوثي او المؤتمر يأتي بمسئول من عنده معناه ان الولاء لن يكون للرئيس ولا للوطن بل الولاءات غالبا ما تكون لهذا الحزب او ذاك .
واتمنى ان يدرك الجميع بأن هذا الرجل وأقصد هنا رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي تحمل بصبره وجدارته ان يستوعب الجميع وان يمتص غضب الجميع وحافظ على اليمن وكيان الدولة من الانهيار وأكرر بان الاخ الرئيس يعمل من أجل شعب ووطن في حين نرى النخب السياسية تعمل من اجل المحاصصة بالثروة والسلطة دون الاكتراث للمصلحة العامة ولما يلبي طموحات السواد الاعظم من ابناء الشعب اليمني.
- اخيرا كيف تقيم الاداء الاعلامي لمختلف المؤسسات والوسائل الاعلامية ؟
* لا شك في ان الاعلام يضطلع بمهام وطنية في العمل التنويري وهو عين المواطن البسيط قبل المواطن المسئول كما ان الاعلام هو الموجه لمسار الشعب نحو التنمية والتقدم وحماية الثوابت الوطنية والقيم الدينية والاخلاقية وعيليه نعول الكثير في ترميم العلاقات بين شركاء الحياة السياسية وبين الدولة والشعب بما من شانه إعادة ثقة الانسان اليمني بنفسه وبمن حوله بعد حالة من التخبط والاحباط خلفته الازمات المتتالية في زمن الانحطاط القيمي لدى البعض وفي زمن انحراف القيم والعادات والتقاليد الفاضلة .
فأتمنى من الاعلام ان يؤدي دوره التوعوي المسئول بمهنية ووطنية والتمسك باخلاقيات المهنة الصحفية والابتعاد عن المزايدات في نشر ثقافة الكراهية والشحن التصعيدي للصراعات السياسية في مرحلة تتطلب تهدأت النفوس ورأب الصدع من خلال نشر ثقافة التسامح والمحبة والاخاء بين افراد اشعب اليمني. |