صنعاء نيوز -
رحبت غالبية المصريين بإعلان السيسي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، وانطلقت زغاريد في الشوارع، وأبواق السيارات تعبيرًا عن الفرحة.
القاهرة: هلل المصريون لإعلان السيسي استقالته من منصبه كوزير للدفاع وترشحه للرئاسة، وخرج بعضهم للشوارع بالسيارات حاملين الأعلام المصرية، وصور له، وانطلقت أبواق السيارات تعبيراً عن الفرحة بترشحه للرئاسة.
وقالت مي سعيد، وتعمل محاسبة، أثناء تواجدها في شارع التحرير بحي الدقي، إنها راهنت على ترشح السيسي للرئاسة، معتبرة أنه لم يخذل المصريين، ولم يتخل عنهم. وأضاف لـ"إيلاف" أن السيسي رجل المرحلة المقبلة، وأوضحت أن مصر تحتاج إلى السيسي بأعتباره رجل عسكري حازم. وتعلق مي آمالا عريضة على السيسي في القضاء على الإنفلات الأمني، وإعادة الإستقرار للشارع المصري.
وأعرب أحمد عادل، "صحافي" عن تفاؤله بأن مستقبل مصر سوف يكون أفضل مع السيسي، وقال إن السيسي رجل وطني، لديه رؤية واضحة لمرحلة المقبلة، وتقف خلفه مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والشرطة. ولفت إلى أن السيسي قدم ملامح برنامجه الانتخابي في كلمته للمصريين، مشيراً إلى أنه وعد بالنهوض بالاقتصاد المصري ومكافحة البطالة، والنهوض بالتعليم والخدمات الصحية.
فيما أعتبر مناهضون للسيسي أن ترشحه للرئاسة يؤكد نظرية الإنقلاب العسكري، وقالت إسراء عبد السلام، مدرسة جامعية، لـ"إيلاف" إن السيسي وقيادات الجيش وعدوا بعدم خوض السيسي للإنتخابات الرئاسية، وها هم يخلفون وعدهم، وأضافت أن ترشح السيسي سوف يدعم نظرية الإنقلاب العسكري التي تروجها جماعة الإخوان المسلمون، ويتبناها الغرب.
وأعربت عن تخوفها من عودة الدولة البوليسية بقوة في حالة فوز السيسي بالرئاسة، بدعوى مكافحة الإرهاب. غير أنها رحبت بترشحه في جميع الأحوال، وقالت إن ترشح السيسي للرئاسة وفوزه بالمنصب، سوف يكون جيدا، فإذا فشل يكون ورقة وأحترقت، وإذا نجح في انتشال مصر من الفوضى والضعف فهو جيد.
ورحبت حملة قرار الشعب لدعم السيسي، بإعلانه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي، متوقعة أن "يحسمها المصريين لصالح زعيم الشعب المشير السيسي"، وقالت الحملة في بيان لها تلقت "إيلاف" نسخة منه ان استجابة السيسي لمطالب الشعب بالترشح للرئاسة بعث الأمل من جديد في نفوس المصريين أصحاب السلطة الحقيقية على أرض مصر فضلا عن أنه يعد انتصارا لارادة شعب مصر الثائر.
وأضافت: "الشعب المصري قادر على العبور بمصر الى المستقبل تحت قيادة المشير السيسي، زعيم شعب مصر". وأشارت الى أن خطاب المشير السيسي كان موجزا ومختصرا لكنه معبر عن أحلام وطموحات المصريين سواء في الداخل أو الخارج"، لافتة الى ان الشعب سيحسم النتيجة لصالح المشير السيسي من خلال الصناديق والانتخابات التي يسعى تنظيم الاخوان الارهابي الى عرقلتها وهو الأمر الذي لن يسمح به الشعب.
وكان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن استقالته من منصبه، والترشح لرئاسة الجمهورية، وقال في بيان له بثه التليفزيون المصري الرسمي: "يا شعب مصر العظيم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع". وتابع: "قضيت عمري في خدمة الوطن، وفي خدمة تطلعاته وأماله، وسأستمر، واللحظة الحالية مهمة، وارتديت الزي العسكري في عام 1970، وكنت طالبًا في الثانوية الجوية، وبترك الزي من أجل الدفاع عن الوطن".
وأعلن السيسي ترشحه للرئاسة، مشيرا إلى أن زمن إجبار المصريين على الخضوع لرئيس غير مختار شعبياً قد ولى، وقال "السنوات الأخيرة من عمر الوطن أكدت أنه لن ينفع أحد أن يكون رئيسًا للبلاد دون إرادة الشعب المصري، ومحدش هيجبر الشعب على رئيس مش عايزينه، وبكل تواضع أعلن اعتزامي الترشح لرئاسة الجمهورية وتأييدكم سيمنحني هذا الشرف العظيم، وأنا امتثل لجماهير الشعب المصري، والترشح شرف لي طالبني به الشعب".
وأشار إلى أن الاقتصاد المصري يعاني من الضعف، وطالب المصريين بالعمل، وقال: "نحن المصريون لدينا مهمة شديدة الصعوبة والتكاليف، والحقائق السياسية والعلمية والاجتماعية وصلت إلى حد يجب أن تكون فيها مواجهة أمينة لهذه التحديات، ومصر تواجه تحديات كبيرة، واقتصادنا ضعيف وفيه ملايين من الشباب يواجهون البطالة، وهذا أمر غير مقبول، وملايين يعانون من المرض، وهذا أمر أيضًا غير مقبول، ومصر غنية بالموارد والشعب".
كما دعا إلى عدم الاعتماد على المساعدات، وقال: "لا يجب أن نعتمد على الإعانات والمساعدات، والمصريون يستحقون حياة أفضل ويعيشون بأمن وحرية وكرامة، ويحق لهم الحصول على العيش والعمل والمسكن". وتابع: "كمصريين أمامنا مهام عسيرة ويجب إعادة بناء جهاز بناء الدولة الذي يعاني من الترهل، ويجب أن نواجه تلك القضية بحسم، ويجب أن تعود عجلة الإنتاج في كل قطاعات الدولة بصورة قوية، ويجب إعادة ملامح الدولة وهيبتها، ومهمتنا استعادة مصر وبناءها، وما شاهدناه على الساحة السياسية والإعلامية خارجيًا وداخليًا جعل الوطن أمر مستباح للبعض، ومصر لها احترامها وهيبتها".
واستطرد: "يجب أن يعلم الجميع أن مصر لها مكانتها والاستهتار بالبلد لا يمكن أن يمر، ولن نسمح بأحد بالتدخل في شؤوننا ونحن نسير وفق خارطة الطريق التي وضعتها القوى الوطنية الأصيلة، ونجحنا في وضع الدستور، وسننجح في إجراء الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية".
ورحب بخوض مرشحين آخرين للإنتخابات الرئاسية، وقال: "اعتزامي الترشح لا يصح ولا يجوز أن يحجب حق غيري في الترشح، وسيسعدني أن يحوز أي مرشح على ثقة الشعب، وكلنا أبناء مصر ونسير في قارب واحد، ولن يكون لنا حسابات شخصية نصفيها، ونمد أيدينا للجميع في الداخل والخارج، وأي مصري لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل في المستقبل، وأن كل الصراعات تمزق الوطن، أقف أمامكم وأثق في الله وفيكم أن مصر ستتغير بيد الجميع، والقوى السياسية أو الجيش لم يكن هما من أزاحوا النظامين السابقين".
وقال إنه لن ينجح في مهمته إلا بتعاون الشعب معه، وقال: "علينا أن ندرك أنه يجب بذل أقصى الجهد لتجاوز الصعوبات التي ستواجهنا، وصناعة المستقبل هي عقد الشعب والرئيس، والشعب عليه التزامات من الجهد والصبر والعمل، والحاكم لن ينجح منفردًا، والشعب يعلم أنه من الممكن تحقيق انتصارات كثيرة، ولكن هذا لن يتم إلا بالعمل الجاد من كل مصري ومصرية، وسأكون أول من يقدم الجهد والعرق دون حدود من أجل مستقبل مصر تستحقه".
وتعهد بمواصله مكافحة الارهاب، وقال: "نحن مهددون من الإرهابيين، ويريدون تدمير سلامنا وأمننا، وسنعمل لمصر خالية من الخوف والهلع والإرهاب، والموت أحسن لي ولا يروع المصريين"، وأردف قائلاً: "اسمحولي أتكلم معكم عن الأمل والحلم ، ونحن نقود مصر لتصبح في مصاف الدول المتقدمة وتعلم العالم كما علمته من قبل، ولا استطيع تقديم المعجزات ولكن العمل على تقديم الجهد الشاق، وإذا توليت القيادة سنحقق معًا الاستقرار والآمال والأمل".
وختم السيسي بيانه بالقول: "أنا لا أُقَدّمُ المعجزات، بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود، وأعلموا، أنه إذا ما أتيح لي شرف القيادة، فإننى أعدكم بأننا نستطيع معاً ، شعباً وقيادة، أن نحققَ لمصر الاستقرارَ والأمان و الأمل , بإذن الله، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها العظيم". |