صنعاء نيوز - العرب الدولية : كشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن السعودية اتخذت في قمة الكويت موقفا في غاية التشدد من السياسة القطرية التي تمثّلت في القمة بواسطة الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكانت قمة الكويت القمّة العربية الأولى التي يشارك فيها الشيخ تميم منذ خلف والده في يونيو الماضي.
وقالت هذه المصادر إنّ الوفد السعودي إلى القمة الذي كان برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أصرّ، عبر وسطاء كويتيين، على أربعة شروط من أجل تحقيق تقدّم في مجال تسوية الأزمة مع قطر والتي كان سحب السفير السعودي من الدوحة الفصل الأخير فيها.
وكشفت تلك المصادر أن الشروط السعودية الأربعة، ومحورها تنظيم الإخوان المسلمين الذي تعتبره المملكة تنظيما “إرهابيا”، هي الآتية:
* تغيير جذري في النهج الإعلامي لقناة “الجزيرة” القطرية وطريقة تغطيتها للأحداث العربية، خصوصا في ما يتعلّق بمصر.
* تصحيح قضية المجنّسين، أي القيادات الإسلامية الإخوانية وغير الإخوانية التي حصلت على جنسيات قطرية تسمح لها بالتنقل بحرية داخل دول مجلس التعاون. وتعتبر هذه القضية في غاية التعقيد خليجيا إذ يختلط فيها أشخاص من جنسيات عربية مختلفة، معظمهم من المصريين، بمواطنين خليجيين يقيمون في مناطق حدودية ويمكن تجنيدهم في خدمة أغراض سياسية.
* الانتهاء من أكاديمية إعداد القادة التي يشرف عليها الإخوان في قطر، وتعمل الأكاديمية على تخريج شبان وأئمة ودعاة، وحتى ليبيراليين، مهمتهم إثارة القلاقل في الشارع العربي وتعبئته والتحريض على أنظمة معينة لا تحظى برضا تنظيم الإخوان.
* تشكيل لجان مشتركة تبحث في أوجه التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
الشروط السعودية
◄ تغيير جذري في النهج الإعلامي لـ"الجزيرة" خصوصا ما تعلق بمصر
◄ تصحيح قضية القيادات الإسلامية التي حصلت على جنسيات قطرية
◄ تشكيل لجان مشتركة تبحث مسألة التدخل في الشؤون الداخلية
◄ إنهاء أكاديمية إعداد القادة التي يشرف عليها الإخوان في قطر
وأفادت المصادر أن الجانب القطري وافق على الشرط الأخير نظرا إلى أن الغموض يلف عبارة “التدخل في الشؤون الداخلية” لهذه الدولة أو تلك وأن مثل هذه اللجان يمكن أن تغرق بكل سهولة في تفاصيل مرتبطة بالأخذ والرد والنقاشات العقيمة في شأن مفهوم “التدخل” والمقصود بـ”الشؤون الداخلية”.
واعتبرت المصادر نفسها أنّ الخطاب المتشدد الذي ألقاه الأمير سلمان في الجلسة الافتتاحية للقمة كان تمهيدا للرفض السعودي للبحث في تحسين العلاقات مع قطر خارج الشروط الأربعة المطروحة.
وعلى الرغم من سعي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى ترطيب الأجواء بين وليّ العهد السعودي وأمير قطر في الصالة التي اجتمع فيها رؤساء الوفود قبل دخولهم جلسة افتتاح القمة، إلاّ أنه بدا واضحا أن المملكة ليس لها نية التراجع عن موقفها.
يذكر أن وليّ العهد السعودي وأمير قطر دخلا جلسة افتتاح القمة مع الشيخ صباح الأحمد الذي توسّط الرجلين وكان يمسك بيد كلّ منهما.
ولاحظت هذه المصادر أنّ الأمير سلمان غادر قاعة المؤتمر بعيد إلقاء كلمته عائدا إلى الرياض وذلك بغية تأكيد أن السعودية لن تقبل أي تراجع، وترك رئاسة الوفد السعودي للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وقال مصدر على اتصال بالوفد السعودي إن الأمير سلمان ما كان ليأتي إلى قمة الكويت لولا العلاقة الخاصة التي تربط كبار المسؤولين في المملكة، وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأمير دولة الكويت.
وسبق لصباح الأحمد أن اصطحب أمير قطر إلى الرياض قبل انعقاد القمة الأخيرة لدول مجلس التعاون في ديسمبر الماضي.
وتقول مصادر سعودية إن الشيخ تميم قدّم تعهدات معيّنة إلى الملك عبدالله جعلت السعودية تعيد النظر في مقاطعة قمة مجلس التعاون، لكنّ المملكة رأت أن هذه التعهدات كانت مجرّد حبر على ورق وأن قطر لم تلتزم بأيّ وعد قدّمته، بل عادت إلى ممارسة سياساتها القائمة على دعم تنظيم الإخوان.
|